عدو المجاهدين .. يكتب تاريخ الجهاد الوطني ...
( 2 ) جناية اللخباط محمد سعيد القشاط على تاريخ الجهاد الوطني ...
------------------------------------------
هذا هو الجزء الثاني من الحديث عن جناية الحكواتي محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني . وأبادر الى القول ان المقال الاول لم أشر فيه الى أمثلة كافية وبالتفصيل من الاخبار والاحداث السلبية ضد المجاهدين والقبائل الليبية التي اثارهاالحكاواتي محمد سعيد اللخباط في كتبه الملعونة التي تجنى فيها على الجهاد الوطني . ويبدو ان المام الكثير من القراء يقتصر على الاشعار الشعبية للخباط وماكتبه عن الشعراء الشعبيين الذين يستقي منهم ويتكئ عليهم فيما ينظمه من شعر شعبي ويسرق منهم في الكثيرمن المعاني والاخيلة والتعبيرات التي ينسبها لنفسه .
بالاضافة الى ماكتبه عن الطوارق والصحراء أو ( هدرزة ) هنا وهناك والتي عادة مايمزجها بالنكت ليمررها ويجدد نشاط السامعين له عندما يراهم وقد اصابهم الملل وعدم الحماس كحلقة الهدرزة التي القاها اخيرا في مركز الجهاد والتي أهتم بالاعداد لها بواسطة الاعلانات في المرئية وتنبيه أغلب اقاربه للحضور للقيام بالتصفيق والاستحسان ... أوحلقات الهدرزة المملؤة بالمتناقضات التي القاها في المرئية في رمضان الفائت والتي قال عنها بعض الظرفاء أن الاذاعة المرئية تعرف نقاط ضعفها وتعرف كيف تعالجها .. ورمضان الفائت كان من ضمن نقاط ضعفها الكثيرة حلقات اللخباط الركيكة .. ولكن أذكيا التنسيق المرئي مشكورين قدموا حلقات اللخباط الثقيلة على القلب في وقت صلاة التراويح.. وتزامن تقديمها ايضا مع تقديم مسلسل باب الحارة في (m.b.c ) !.
ولقد وصف في أشعاره الشعبية بعض مظاهر الصحراءوالكثبان الرملية والحمادة الحمراء وأطلق على نفسه اسم ( الشاعر البدوي ) مقلدا بعض الشعراء . وصادف ان ذهب للساقية والوادي عدة مرات فأستفاد من شعرائها الكثير من المفردات والتعبيرات والاخيلة في وصف الصحراء أضافه الى مخزونه مما اكتسبه من حياة البدوالتي ولد فيهاوترعرع وتجاربه ومعاناته من شظف العيش الذي تعرض له أبّان طفولته الشقية بين تطاوين وبن قردان والجوش ورعيه للجديان في وهاد وبراري سهل الجفارة وسفوح الجبال القريبة من الجوش , حتى التحق بمعهد المعلمين وبدأ يتذوق طعم الاستقرار وصاريتعلم ويشفط بعض تصرفات وسلوكيات سكان المدينة .. ومع الوقت بدأت تنضج موهبته في نظم الشعر الشعبي .. وتخرج من معهد المعلمين ( بالدفان ) ونال اجازة التدريس العامة بدرجة مقبول في الدور الثاني .. كما بدأ يجيد لعبة شد الحبال .. ومرت السنين ..
وطالما نازعته نفسه المضطربة الى البراري والقفار .. وأخيرا صار يقضي الايام في الزرادي الواحدة تلو الاخرى نتيجة الفراغ الذي توفر له مع سريان مرتباته الشهرية من الدولة رغم انه قضى اغلب حياته عطالة بطالة يلعب ( الخربقة ) ويحسبها شطرنج اويقوم برحلة صيد في الاشهرالحرم او يسرع الخطى الى الساقية ليكتب اشعاره الشبقية عن الحسان في الصحراء ويمتع النفس بالقربى من ( اياها ) التي يخاطبهافي قصيدته الضعيفة بعنوان ... ( لا تنسنا ) حيث قالت الصبية الملتاعة حبا وهياما بالشاعر الشعبي ( كازانوفا ) :
( لاتنسنا قالت فان خيامنا... مازال فيها من لعودك ينتظر )ّ فرد عليها ( كازانوفا ) اللخباط وهو يبكي من حرقة الهوى.. المسكين .. ( البتول ) !
( لاأنسها والعين دامعة لها ... أترى يطول – اذا عدنا – العمر ؟ )
فجانب اللهولدى محمد سعيد اللخباط هوالواضح اكثرعند اغلب القراء بأشعاره الشعبية الماجنة في بنات الجيران بل في النساء المحصنات وزوجات الاقارب وفي المسكينة( مسعودة ) بالاضافة الى أماليحه التي تتخلل مسامراته وفن ( الهدرزة ) الذي يجيده ممزوجا ببهارات النكت التي تجعل الحاضرين يضحكون منه وعليه . الكثير من القراء يرون فقط هذه الابتسامة الخادعة للشاعر الشعبي نتيجة لعدم قراءتهم وأطلاعهم على ماكتبه من جرم في حق تاريخ الجهاد الوطني .. أوأن البعض اطلع وقرأ ولكن للأسف لم يفهم.
وانا عندما اكتب عنه فانني لاأدعي عليه لأنني انطلق من كتاباته وماخطه بيمينه وماهوموجود فعلا في كتبه والموجودة في المكتبات العامة ... وبامكان أي قارئ الاطلاع عليهاوالوقوف بنفسه على أراجيفه .. وهذه الكتب هي :
- خليفة بن عسكر الثورة والاستسلام .. وهذا الكتاب بدأه بأكبر اساءة ومغالطة بل جناية في حق المجاهد الكبير خليفة بن عسكر بداية من عنوانه المغلوط والذي يجب أن يكون ( خليفة أبن عسكر الثورة والاستشهاد ) .. وليس الاستسلام .. ذلك ان الاستسلام والخنوع لايجوز ولايستقيم ان يطلق على ذلك البطل الوطني الرمز ... - معارك الدفاع عن الجبل الغربي . -- الصحراء تشتعل .. والواقع أن الصحراء هادئة عميقة وديعة وثائرة صامدة في الوقت نفسه .. ولكن اللخباط من يشعل فيها نيران جهله وحقده وفتنه . - من قيادات الجهاد الليبي – الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي . وهذا الكتاب ايضا بدأ مغلوطا من عنوانه الذي وجب ان يكون على النحو التالي : - الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي ودورهما في الجهاد الوطني ... وبالنظر لعدم وجود فروق كبيرة بين هذين الشيخين وبين مجموعة من ابطال وشيوخ الصيعان الذين همشهم اللخباط او تجاهلهم أوخوّنهم وهم الذين قضوا حياتهم في حروب مستمرة ضد هجمات سباييس ورغمة وبعضهم واصل ذلك الجهاد ضد الغزو الايطالي ايضا.. فقد كان الانسب ان صاغ عنوانا شاملا لبقية مجاهدي الصيعان كأن يكون مثلا ( أبطال من الصيعان .. ودورهم في الجهاد الوطني ...) وكأمثلة على هؤلاء الابطال: - البطل المجاهد علي الخنجاري الذي لم يعطه حقه وانما همشه واساء اليه اساءة بالغة رغم بطولته وشجاعته المنقطعة النظير في التصدي لهجمات سباييس ورغمه الذين حاربوا قبائل المناطق الحدودية الليبية نيابة عن الجيش الفرنسي .. والذين رافقوا علي الخنجاري وعاصروه مثل الابطال: عون بوبطنين وسلام المشلوم الناكوع ونصر بن الحاج خليفة وضو الرقيق وخليفه الربعي وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم لاحقا ان شاء الله .
وأعود الى كتب اللخباط وأقول ان الذي سيطلع على هذه الكتب سيقف بنفسه على جريمة هذا المدّعيّ في حق ابائنا واجدادنا وبالتالي في حق الوطن وتاريخه .
واما الكتب التي ردت عليه بضاعته وسفهته وأوضحت وبيّـنت بالدليل والبرهان كذبه وافتراءاته وتزويره هي ايضا موجودة في المكتبات العامة وفي متناول أي قارئ.. وهذه بعض منها:
المجاهدون المنسيون .. للكاتب الاستاذ احمد كريم علي .
تقديم الكتاب السابق .. الدكتور مصطفى هويدي .
ابطال وشهداء في تاريح الجهاد الليبي .. ليلى عبد الله محمد سوف
حقيقة معارك الدفاع عن الجبل الغربي .. الدكتور عبد الوهاب الزنتاني .
السّير والرد على التزوير .. لجنة من الاساتذة .
المنهج النقدي في التاريخ الثابت والمتغير في المواقف والكتابات ..للاساتذة :
مصطفى الشعباني .. وفاضل فكيني .. واخرون .
وغير ذلك من التقارير والمقالات المتناثرة في الصحف والمجلات , واخص بالذكر
التقرير التحليلي الذي قام به الاستاذ مختار يونس الباحث بمركز جهاد الليبيين
والذي اثبت فيه عملية التزوير الواضحة التي نفذها اللخباط في حق مذكرات عون
سوف . وعليه فان القاري الكريم الذي يرغب المشاركة في فهم هذا الموضوع
لابد له من الاطلاع على هذه الكتب اولا وسيرى بنفسه ومباشرة بالشواهد والادلة
مدى ماذهب اليه اللخباط في تجنيه على تاريخ الوطن .. الامر الذي سيجعله يحكم
حكما صحيحا وواقعيا ومقنعا بعيدا عن التعصب وضيق الافق وبعيدا عن منطق
( معزة ولو طاروا ) كما يقول المثل . وانا على ثقة ان أي قارئ يطلع على كتب
اللخباط ويطلع على رد النقاد والكتاب عنه فانه سيطالب وبدون تردد بضرورة التصدي لكتابات هذا المتجني المفتن بل سيطالب بضرورة محاكمته ومحاربة كتبه الملعونة تلك التي تناولت التاريخ الوطني بنية سيئة واعتمادا على خراريف ومهاترات ومصادرمغلوطة وبعضها معاد للوطن والتي تكرس الفتنة والهزيمة والسمعة السيئة للاجداد والجهاد الوطني .
وهآنذا في هذا المقال والذي هو ضمن مجموعة من المقالات والتي تشكل في مجموعهامشروع كتاب سيخرج للنور انشاء الله في المستقبل القريب وسيتناول بالتفصيل جناية حكواتي زمانه محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني من خلال كتاباته وماخطه بيمينه وكذلك سيجمع ذلك الكتاب أهم حجج واد لة الكتّاب والنقاد في دحض اراجيف واكاذيب وتزوير محمد سعيد اللخباط والتي يرصفها تباعا وجزافا وبارتجالية وعدم وعي لايجوز لمن يتصدى لكتابة التاريخ وبالاخص عندما يكون تاريخ حرب ونضال وجهاد وطني يخوضه مجتمع من خلال قبائل وجماعات مدنية وليس بواسطة جيش نظامي ( وليس تاريخ شعراء وشعر شعبي أو زرادي في الصحراء وصيد في الاشهر الحرم ) وفي مجتمع قبلي مما يستدعي الكثير من الفطنة والحذر الشديد في معالجة تلك الاحداث التاريخية لتفادي الحساسيات واثارة النعرات واحياء الفتن بين قبائل تتجه الى نسيان جراح الماضي التي تخللت مسيرة الجهاد , الامر الذي يفرض على كتاب التاريخ الوطني( الليبيين ) معالجته أوتناوله بأسلوب يبرزالحقائق ولكن في قالب وطني تربوي ويلامس بعض الاحداث المعقدة والحساسة والتي يكتنفها بعض الغموض ملامسة ايجابية ويعالجها بغيرة ووطنية ..
والاسلوب الوطني يركز على الايجابيات للنهوض بأجيال الحاضر والمستقبل ولايضخم السلبيات ويجنح بهاعن سياقها التاريخي وظروفها المعقدة ليظهرها بشكل مخز وسافر بل يقرنها بمبرراتها التاريخية المختلفة وبأسلوب تحليلي يشرح الظروف والملابسات التي أدت الى تلك الاحداث دون أن يطلق من عنديته أي احكام اوعبارات قد تعمق سلبية الحدث وتزيد في غموضه وعدم فهم مبرراته .
والامر كله منوط بمدى وطنية المؤرخ وثقافته وسعة أطلاعه وقدرته على الاحاطة بالظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ والتي تشكل اطارا محركا لكل الاحداث , ومن خلال شرح وتحليل الظروف المحيطة بالحدث تتضح الحقائق وينجلي الغموض الذي يؤدي بالطبيعة الى فهم ايجابي لدى القارئ الليبي عندما يطلع على تاريخ وطنه من خلال مؤرخ ليبي موضوعي ومثقف ثقافة منهجية عالية ويعالج احداث التاريخ بمنهجية علمية وشفافية ونزاهة تجعل القارئ يثق فيه ويحترمه ويأخذ عنه ويعتبره صمام أمان بينه وبين الكاتب الاجنبي الذي يجب ان يتعاطى معه بحيطة وحذر ..
ولكن اين اللخباط من كل ذلك ؟ انه يمثل النقيض للعلم والنزاهة والموضوعية والذي يسوّق اكاذيبه وفتنه مدعياعلى بعض الرواة من العامة والاميين ومن رواة وهميين أو من أشخاص يعلم بأنهم توفوا فيقوّلهم مالم يقولوه .. كما أعتمد على كتابات الضابط الايطالي المدعو ( بيلاردينيللي ) في مذكراته المعنونة ( بالقبلة )
وهو جنرال استعماري عنصري معروف بعدم النزاهة والموضوعية والواقعية والذي ثبت عدم دقته في كثير من الاحداث التي رواها. ورواياته تقوم على اخبار خاطفة من العملاء والجواسيس والمرتشين كما يعتمد على التوقعات وماتردده العامة فينسبه الى مصادر معروفة ليخدع القارئ بصدق مايقول , والمعروف عنه نزعته العنصرية التي تجعله ينتقي ويضخم بل وكثيرا مايختلق الاخبار السلبية ضد العرب الليبيين ليوحي بعظمة ايطاليا وانتصاراتها وتدني شأن العرب الهمج وتفضيلهم ايطاليا على ابناء جلدتهم وأنهم أي الليبيون يحبون ايطاليا التي خلصتهم من الاستعمار التركي المتخلف لتنشر بينهم العمار والعلم والحضارة . اضافة الى عدم دقة وأخطاء الترجمة من الايطالية الى العربية وبالاخص التي ترجمت من قبل غير الليبيين مما يجعل تلك الكتابات ( كتابات أجنبية ) تؤرخ لجهاد الوطن وتفتقر بالتالي للدقة في التعبير عن طبيعة المواطن الليبي كما تفتقر للحس الوطني وفهم طبيعة الكثير من تصرفات وردود الافعال بين الليبيين .. ولقد بدأ واضحا لدى بيلاردينيللي ولدى من ترجم كتابه جهلهما بطريقة تفكير وتصرف المواطن الليبي والعادات والتقاليد والمصالح المتشابكة والتحالفات القبلية أوالصفوفية والتفاهمات السرية بين بعض القيادات في شئون السياسة والمقاومة وطرق تفكير قادةالجهاد بينهم وبين حتى من أتصلوا بالطليان وغموض سلوكياتهم التي قد لاتعبردائما عن الموقف المضمر . فكل هذه الامور لاشك في انها غيرواضحة في ذهن الضابط الايطالي مؤلف ( القبلة ) وهو الكتاب الذي يمتطيه محمد سعيد اللخباط ويتكئ عليه في أغلب أراجيفه ضد الليبيين بالاضافة الى رواته الوهميين وابيات الشعر الشعبي التي يستشهد بها على بعض الاحداث والمعارك والتي ينظمها هو في الغالب أويكمل نواقصها ويدعيها لأحد الشعراء المعاصرين للحدث المزعوم الذي يتكلم عنه . واذن فعلى القارئ ان يحتاط ويحذر من مصادر اللخباط سواء كانت مكتوبة أومروية أواشعاراشعبية , فكل مايأتي به هذا اللخباط هو محل شك نظرا لأنه ثبت عليه الكذب والتزويروعدم النزاهة والموضوعية والسعي للفتنة واذن فهو ليس محل ثقة وكذلك مصادره ومراجعه .
****************
وأنا في هذا المقام اضع بين يدي القارئ الكريم بعض المقتطفات من النصوص التي امتلأت بها كتبه لأعطي فكرة للقارئ عن أسلوب اللخباط العدواني وطريقة تعبيره الصدامية عن الاحداث أبان الغزو الايطالي اللاانساني لأرض الوطن .. من خلال تلك النصوص سيتضح للقارئ مدي تجني اللخباط وجرأته على الباطل وأنعدام أي احساس ايجابي لديه بوطنه ومواطنيه والذي يتكلم عن ابناء جلدته بأسلوب أنتقامي وضيع لم يكتب به حتى المؤرخ الامريكي المتعصب الذي يحكي ( بطولات الغزو الامريكي للهنود الحمر ) .. ولم أتدخل بالرد على مايتطلبه كل نص بالنفي اوالاثبات أو الرأي التحليلي فهذا المجال لايتسع لكل ذلك ولكنه آت باذن الله .. ومن خلال بعض ردود القراء عن المقال الاول هناك بعض الردود تدل على انزعاج قائليها واستغربوا مني اقحامهم في أمر لايعنيهم ولايعني منتداهم . وبعضهم صرح وبعصبية متسائلا .. وهل اللخباط سيصنع تاريخا خاصابهؤلاء ؟ فمادام الرجل يقول في الحقائق فما هو عيبه اذن ؟ وأنا أطلب من مثل هذا القارئ الواثق من اللخباط ومن نفسه ان يثبت صحة مايقوله اللخباط بالمعايير العلمية والمنهجية التي اتفق عليهااهل العلم من المتخصصين والمؤرخين وليس بأسلوب ( قالي عمي فلان وسمعت من علان ) أو أسلوب ومنهج ( لقد حدث .. وحدث.. والدليل بيت شعر شعبي أو قصيدة شعبية أو أخبرني جماعة كانوا قد مروا من هنا ! أو أخبرتني أسرة فلان ..! أو عندي وثيقة تثبت ذلك !!! وعادة مايقول : مخطوطة أو وثيقة بمكتبة المؤلف ... ولكن لم يرأحد تلك المخطوطة أو الوثيقة .. وهل هما موجودتان حقا ؟ واذا كانت احداهما موجودة فهل حققت منهجيا وثبتت صلاحيتها العلمية وصدقها بحيث تعتمد كمصدر موثوق ؟ ومن حيث بعض الخربشات التي قدمها في ذيول كتبه على اساس انها وثائق فهي صور غير واضحة من جهة .. وتدخل في بعضها بالحذف والاضافة حتى ظهرت بشكل مؤسف يدل على المحاولة الواضحة من قبل اللخباط على استغفال وخداع القارئ.
اننا ايها السادة نتكلم عن تاريخ شعب .. وليس عن ديوان شعر شعبي !! واذن لابد أن تطرح الامور فوق بساط الحقيقة التي يثبتها العلم المنهجي وتحت أشعة الشمس الساطعة وليس بالتزوير والمداورة والتشويش والاعتمادعلى الفرضيات او الروايات العشوائية غير الصحيحة .. هذا من جهة .. ومن جهة ثانية لايتعلل أحد بأنه يكتب ( حقائق التاريخ ).. ولذلك يعطي نفسه الحق بأطلاق عبارات السب والشتم والتخوين ضد الاخرين و( يحمم ) وجوه الاحياء ويصب اللعنات على الاموات بحجة انه يكتب في التاريخ ! مثل هذا المريض غير مطالب بكتابة التاريخ الوطني واذا كان ولابد فليكتب تاريخه هو وتاريخ اسرته.. هو حر في ذلك .. أما تاريخ الاخرين فبأي مشيئة يسلط نفسه عليه ؟ فليس له الحق والشرعية والمنطق ان يكتب في تاريخ الاخرين الااذا كلفوه بذلك .. أو كان مؤهلا علمياوأخلاقيا وموثوقا فيه اجتماعيا وأثبت ذلك من خلال سيرته الحسنة وكتاباته السابقة.. ولكن ايها السادة اعلموا ان جهلنا القانوني بحقوقنا هو السبب في جرأة وتطاول اللخباط وأمثاله علينا . كما انه ممنوع علينا وطنيا وقانونيا وشرعيا السكوت والتغاضي عن شخص تعوّد ان يخوّن ويسب ويشتم اجدادنا ويحمم وجوهنا نحن الاحفاد ونحن لاهون ! بل ان بعضنا يدافع عنه ! أي مذلة هذه .. وأي هوان ! ام على قوب اقفالها ؟... حتى حقائق التاريخ ايها السادة لاتلقم بها الوجوه بشكل عشوائي وفي أي وقت !.. بل تقال في الوقت المناسب وبالطريقة والكيفية المدروسة والمناسبة ليتحقق الغرض النبيل من قولها .. وحتى لاتكون حقا اريد به باطل !
****************
يقول محمد سعيد اللخباط في كتابه ( معارك الدفاع عن الجبل الغربي ) ص 98 ... كان أهالي المشاشة بقيادة محمد بن حسن المشاي وأولاد بوسيف بقيادة احمد قرز والرياينة بقيادة محمد جلبان وجزء من غريان بقيادة عاكف والمبروك القعود والهادي كعبار والاصابعة بقيادة خليفة مقام كل هؤلاء يقيمون بالجبل ورغم الصلح الذي وقعوه مع المجاهدين الا انهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم الطليان للجبل ويكاتبونه للاسراع بالقدوم .
ويواصل كلامه في الصفحة ذاتها: ... أهالي يفرن المركز – فساطو – كاباو – نالوت – الحوامد – المجابرة – طمزين – الرحيبات – وبعض القرى الاخرى في الجبل لجأوا الى الوطية ورقدالين ووضعوا انفسهم تحت تصرف الطليان تحت قيادة يوسف خربيشة .
... فزان تحت حكم خليفة الزاوي ومقره مرزق وهو يكاتب الايطاليين منذ سنة 1919ف ... وقد سحب الايطاليون معهم عام 1915ف من الجفرة قبيلتي رياح وسوكنة وأسكنتا بسهل الجفارة تحت قيادة الشيخ رياح فرحات حميدة الذي صحب الطليان فيما بعد أثناء زحفهم للجنوب .
**********************
في كتابه الصحراء تشتعل يقول محمد سعيد اللخباط من ص 63 ومابعدها :
... وبدأ الايطاليون قبل الهجوم على المجاهدين المتمركزين في الاصابعة في ربيع
1913ف يراسلون الزعامات البعيدة ليكسبوا ودها .. فعن طريق قنصليتهم في القاهرة وعن طريق أحد جواسيسهم المدعو " ساباتو " اتصلوا بمجموعات القيادات في الجفرة والكفرة عن طريق جاسوس يدعى ( محمد علي علوي – من مصر - ) جنده الطليان لصالحهم .. وتلقى ( الطليان ) ردا من الشيخ سيف النصر عبد الجليل
من الجفرة موقعا مع مجموعة من المشايخ في برقة .. يقول مضمون الرسالة المؤرخة في 14 - 8 - 1912 ف والتي وصلت محمد علي علوي المصري ردا على رسائله الى مشائخ طرابلس وبرقة وهم :الشيخ سيف النصر شيخ قبائل سرت والشيخ مراد بن جمال شيخ قبائل المحاميد والشيخ محمد ابراهيم سليمان شيخ قبائل العواكلة والشيخ عبد القادر يونس بوبريدان شيخ قبائل غيث والشيخ ابراهيم محمد حدوّث شيخ قبيلة البراعصة والشيخ عمر بورقيعة ( يمثل تسعين قبيلة تمثيلا شاملا وله جميع الصلاحيات . وفيما يلي الرد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الى صاحب الاصل والفصل ومنبع الشكر .. من أشتهر بالرحمة والفضل ومن له
ارفع اصول المجد والشرف والدرة الكبرى في العقد ومثال السؤدد سيدنا محمد علي
علوي .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. بعد تقديم سلامنا ودائم
احترامنا أعلم ياسيدنا اننا تشرفنا برسالتكم فقرأناها وعلمنا مافيها ونحمد الله على صحتكم وهي أغلى مانرجوه من الله .
أعلم ياسيدنا " محمد علي علوي " اننا اقسمنا اليمين بالطاعة لكم ولرئيس مجلس الوزراء ( الايطالي ) وانكم انتم ممثلنا في جميع الشئون العامة والخاصة .. ونحن نقبل جميع شروطهم ونرجو فقط ان تطلبوا من فضل همة رئيس مجلس الوزراء ان يوافقنا على مطالبنا والتي هي :
.1 تمديد المدة المحددة .. وان يعطينا فترة من الوقت كافية .
2 . سنكون يدا واحدة في جميع الامور العامة والسرية .
3. انتم لاتعقدون السلم تاركين ايانا فريسة للدب الضاري ولاانتم عاملون كما كان يفعل في الماضي لأ ننا نحن العرب لانحب عرب مصراته وهذا هو أعز مطلب لنا وغاية مانتمناه .. واعلم كذلك اننا مستعدون الى ارسال وفد الى ادريس والى اخيه أبني السيد المهدي وهذا ضروري لنعرض عليهما مطالبنا هذه واعلم ان ادريس طلب منا منذ البداية ان نبقى محايدين ولكننا عصيناه وندمنا الان على عصيانه وعلى اتباع رغبة بعض الاخوان .
لقد استقر رأينا نهائيا على مقابلته وطلب العفو عما سلف والتقيد بأوامره
وافهامه اننا كتبنا رسالة اليكم وضعنا فيها كل طلباتنا .. ونعلمكم ايضاان جميع
المشائخ قد سلموا زمام الامر لكم وانتم المسئولون عنا وتحاسبون امام يدي الله
تعالى ونسألكم باسم جميع المشائخ متوسلين اليكم ...
... وقد وصل عدد القبائل التي أقسمت على الطاعة ( تسعين قبيلة ) الى هذا اليوم . لقد اوكل جميع مشائخ القبائل الامر الى الله اولا ثم اليكم وان هذا التفويض لايقتصر على بدو برقة بل يشمل كذلك باد ية طرابلس بالاتفاق مع مشائخ البدو في طرابلس بشكل عام .
وقد حضر هذا الاتفاق المشائخ الاتي ذكرهم :
الشيخ سيف النصر عن سكان سرت كافة . الشيخ مراد بن جمال عن قبائل المحاميد كافة . شيخ المشائخ عمر ابورقيعة ممثلا لتسعين قبيلة . الشيخ ابراهيم حدوث . الشيخ محمد ابراهيم سليمان .
وقد اقسم جميع المشائخ على القران الكريم اتباع الخطة التي بعثتم بها وفوضوا امرهم الى الله ثم اليكم ... وانتم تستطيعون اقناع الولاة بالانتظار والباقي على الله وعلينا أي سنتبع جميع الاوامر في اقصر وقت ونسلمهم بايدينا
ان شاء الله اعداء كم واعداءنا .
واعلم اننا خدم مطيعون للملك " ملك ايطاليا " ولرئيس مجلس الوزراء " الايطالي " ولشخصكم السعيد " محمد علي علوي " ... واعلم لاتصدق سكان الحواضر فكلهم خونة .. يخونونكم كما يخونوننا وهم اسباب هذه الحرب ولايهمهم أي شئ وعليكم المحافظة على سرية هذا الخبر .. ولاتعلموا أي واحد من الحضر حول هذا الاتفاق المعقود بيننا وبينكم .
بلغوا سلام جميع المشايخ الى اخينا في الله الدكتور ( انساباتو ) والدكتور
( نارديني ) وكل من يلوذ بكم فقد علمنا انهم قدموا لنا خدمات كبيرة نشكرهم
عليها . ... ان شاء الله نبيض وجوههم امام الملك ورئيس مجاس الوزراء
وامام جميع افراد شعبهم " الايطالي " وسننفذ اوامركم ان شاء الله لادخال
السرور الى شخصكم الشريف الموقر ولوكلفنا ذلك التضحية بابنائنا وفلذات
قلوبنا .. وسيكون احلى على قلوبنا من العسل لأن الاثنين مخلصان لكم ويعملان
من اجل اسعادنا ويقدمان لكم المساعدة كما اخبرنا محمد الصديق .. السلام من جميع المشايخ المذكورين .. ويبلغ السلام ممثل جميع القبائل الشيخ ابورقيعة
مندوبنا العام .
التوقيعات : الشيخ سيف النصر . الشيخ مراد بن جمال . الشيخ محمد ابراهيم سليمان . الشيح عبد القادر يونس بوبريدان . الشيخ ابراهيم محمد حدوث. وقد فوضوا عنهم تفويضا كاملا الشيخ عمر بورقيعة ممثل عموم القبائل .
... والى جانب هذه الرسالة هناك رسائل اخرى من عابد السنوسي متبادلة بينه وبين ( ساباتو ) ومنها ماهو مرسل الى " ملك ايطاليا " كما ارسل
عابد عبده ( الخيرجي , وجبريل خير الله ) ووصلا الى ايطاليابتكليف منه
ناهيك عن رسائل بعض مشائخ الزوايا السنوسية حول منطقة درنة التي يقول
فيها السنوسي الغرياني مخاطبا محمد علي علوي في 20 -6 - 1912 يتحدث
فيهاعن المهمة الميدانية التي قام بها السنوسي بن موسى حول مدينة درنة
وقد جاء اليها بأسم محمد علي علوي وبأسم احمد الشريف لدعوة المشائخ
الى ايقاف الحرب .
ويقول الغرياني في هذا الاجتماع : " وافق المذكورون على الرضوخ للاوامر" وهم : العلمي شيخ زاوية البيضاء . صالح بن اسماعيل شيخ زاوية
الفايدية . عبد الله فركاش شيخ زاوية بشرة . محمد الغزالي شيخ زاوية ترت.
عبد الله يوسف شيخ زاوية عين مارة . محمد الحسين شيخ زاوية العرقوب .
أركيوه شيخ زاوية ام الرزم . محمد بوفارس شيخ زاوية مراعاة القسم .
... وبعد هذه الاتفاقات السرية وصل عبد النبي بالخير الى الجفرة لأصطحاب الشيخ سيف النصر الى بني وليد حيث يستقبله ضابط ايطالي مأمور سياسة وحسن القره مانللي ( حسونة باشا ) . ويقول بعض اهالي ورفلّة الذين التقيت
بهم ( الحديث للخباط ) ان عبد النبي ذهب لدعوة سيف النصر الى الجهاد حتى ان المواطنين استقبلوه بالهتاف عندما نزل بخيمته في شعبة القرجومة
وهم يرددون : الشيخ جاب العادة .. الشيخ جاب العادة .. ولكن الحقيقة ان عبد
النبي ذهب الى سيف النصر مرسلا من قبل الطليان لأحضار الشيخ الذي سبق
له ان راسلهم ووافق على شروطهم في الرسالة السابقة التي بعث بها عن طريق محمد علي علوي – المصري - عبر السفارة الايطالية في القاهرة .
وهكذا وصل الشيخ سيف النصر الى بني وليد حيث استقبله مجموعة من مشائخ ورفلّة ووقعوا معه على الاتفاق مع الطليان بعدم محاربتهم بل وسارت
المجموعة كلها الى طرابلس حيث استقبلوا من قبل الوالي .
... لأنه حدث بعد ذلك بقليل ان قام عبد الجليل وعمر ابنا سيف النصر مع حوالي خمسين من الرؤساء المعوّل عليهم التابعين لهم ومن بينهم عبد النبي
وصالح بوخنجر والحاج احمد المرجان والشيخ مفتاح لعرك واخرون من الشخصيات ذوي النفوذ ساروا جميعا مع ( اركولاني ) و ( نيقري ) لتقديم واجب الاحترام والتقدير الى الحاكم العام واعداد اسس سلمية للتفاهم والاتفاق
ثم وضع شروط عامة لفروض الولاء مع نزع سلاح كل القبائل التابعة لهم .
... وجهز الايطاليون حملة لأحتلال ( القبلة ) واسندوا رئاستها الى الجنرال
( مياني ) ورافق هذه الحملة من العرب الليبيين عبد النبي بالخير وعمر المنتصركمستشارين لها كما رافقهم ايضا الطاهر جلغم وسعد بن عطية والنعاس بن سكيب والشيباني خلخل كما تم تكليف سيف النصر عبد الجليل واولاده بجمع الابل من الجفرة لتحمل عليها القوات الايطالية تموينها...
كما رافق الحملة ايضا ابن نجومة السوكني .
*****************
وهذا قليل من كثير اورده الحكواتي محمد سعيد القشاط وهويعمل جاهدا على البحث والتنقيب في دياجير الظلام عن أي تصرف اوحتى مراسلة ( قد تكون مدسوسة ) والمهم عنده انها تعطي معنى خيانة الليبيين لوطنهم وتشير الى تقديم هؤلاء الاجداد ايات الولاء والطاعة والخنوع المخزي لكل من هب ودب وتسليم اسلحتهم للايطاليين بدون معارك وتسليم امر تسعين قبيلة لجاسوس مصري بل اكثر من ذلك بكثير ! الخ النصوص المثبتة وغيرها من النصوص المنتقاة بعناية من قبل اللخباط والموضوعة لهدف شيطاني واضح لكل ذي عينين .
ولعل القارئ الكريم لايحتاج الى تنبيه لهدف اللخباط من تقديم مثل هذه
المراسلات المشكوك في صحتها . والتي لم نر لها تأثيراعلى ارض الواقع ..
فما هو هدف محمد سعيد اللخباط من ايرادها ياترى ؟ هدفه واضح ... وهووضع ( وصلة ) عار وخزي وفتنة بين الاجيال السابقة والحاضرة وأجيال المستقبل لأثباط عزيمة حفدة هؤلاء الاجداد واشعارهم بالخزي والعار مما فعل اجدادهم لتحريك وبعث مشاعر الاحباط واليأس وعد م الثقة في تاريخ اجدادهم مما يؤدي الى تحطيم نفوسهم وهبوط معنوياتهم وتكوين عقد الانهزام ومايترتب عليها من المشاكل النفسية وتفريغ نفوسهم من أي محتوى ايجابي .
• يتبع... في الحلقة القادمة انشاء الله سنقرأ معا مزيدا من نصوص الادانة للمجاهدين والقبائل الليبية التي يدعيها وينشرهاالحكواتي محمد سعيد اللخباط في معرض تخوينه للاجداد جماعات وفرادى .. في كتبه الملعونة المملؤة بالافتراءات والاكاذيب والتي تستدعي وقفة جادة من قبل كل الغيورين على تاريخ الوطن من المثقفين والمسئولين ... ....................... ام على قلوب أقفالها !!!
وللحديث بقية ...
عبد الرحمن الناكوع
[/sup]
« استعرض الموضوع السابق · استعرض الموضوع التالي »
رسالة سريعة
عدو المجاهدين .. يكتب تاريخ الجهاد الوطني ...
( 2 ) جناية اللخباط محمد سعيد القشاط على تاريخ الجهاد الوطني ...
------------------------------------------
هذا هو الجزء الثاني من الحديث عن جناية الحكواتي محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني . وأبادر الى القول ان المقال الاول لم أشر فيه الى أمثلة كافية وبالتفصيل من الاخبار والاحداث السلبية ضد المجاهدين والقبائل الليبية التي اثارهاالحكاواتي محمد سعيد اللخباط في كتبه الملعونة التي تجنى فيها على الجهاد الوطني . ويبدو ان المام الكثير من القراء يقتصر على الاشعار الشعبية للخباط وماكتبه عن الشعراء الشعبيين الذين يستقي منهم ويتكئ عليهم فيما ينظمه من شعر شعبي ويسرق منهم في الكثيرمن المعاني والاخيلة والتعبيرات التي ينسبها لنفسه .
بالاضافة الى ماكتبه عن الطوارق والصحراء أو ( هدرزة ) هنا وهناك والتي عادة مايمزجها بالنكت ليمررها ويجدد نشاط السامعين له عندما يراهم وقد اصابهم الملل وعدم الحماس كحلقة الهدرزة التي القاها اخيرا في مركز الجهاد والتي أهتم بالاعداد لها بواسطة الاعلانات في المرئية وتنبيه أغلب اقاربه للحضور للقيام بالتصفيق والاستحسان ... أوحلقات الهدرزة المملؤة بالمتناقضات التي القاها في المرئية في رمضان الفائت والتي قال عنها بعض الظرفاء أن الاذاعة المرئية تعرف نقاط ضعفها وتعرف كيف تعالجها .. ورمضان الفائت كان من ضمن نقاط ضعفها الكثيرة حلقات اللخباط الركيكة .. ولكن أذكيا التنسيق المرئي مشكورين قدموا حلقات اللخباط الثقيلة على القلب في وقت صلاة التراويح.. وتزامن تقديمها ايضا مع تقديم مسلسل باب الحارة في (m.b.c ) !.
ولقد وصف في أشعاره الشعبية بعض مظاهر الصحراءوالكثبان الرملية والحمادة الحمراء وأطلق على نفسه اسم ( الشاعر البدوي ) مقلدا بعض الشعراء . وصادف ان ذهب للساقية والوادي عدة مرات فأستفاد من شعرائها الكثير من المفردات والتعبيرات والاخيلة في وصف الصحراء أضافه الى مخزونه مما اكتسبه من حياة البدوالتي ولد فيهاوترعرع وتجاربه ومعاناته من شظف العيش الذي تعرض له أبّان طفولته الشقية بين تطاوين وبن قردان والجوش ورعيه للجديان في وهاد وبراري سهل الجفارة وسفوح الجبال القريبة من الجوش , حتى التحق بمعهد المعلمين وبدأ يتذوق طعم الاستقرار وصاريتعلم ويشفط بعض تصرفات وسلوكيات سكان المدينة .. ومع الوقت بدأت تنضج موهبته في نظم الشعر الشعبي .. وتخرج من معهد المعلمين ( بالدفان ) ونال اجازة التدريس العامة بدرجة مقبول في الدور الثاني .. كما بدأ يجيد لعبة شد الحبال .. ومرت السنين ..
وطالما نازعته نفسه المضطربة الى البراري والقفار .. وأخيرا صار يقضي الايام في الزرادي الواحدة تلو الاخرى نتيجة الفراغ الذي توفر له مع سريان مرتباته الشهرية من الدولة رغم انه قضى اغلب حياته عطالة بطالة يلعب ( الخربقة ) ويحسبها شطرنج اويقوم برحلة صيد في الاشهرالحرم او يسرع الخطى الى الساقية ليكتب اشعاره الشبقية عن الحسان في الصحراء ويمتع النفس بالقربى من ( اياها ) التي يخاطبهافي قصيدته الضعيفة بعنوان ... ( لا تنسنا ) حيث قالت الصبية الملتاعة حبا وهياما بالشاعر الشعبي ( كازانوفا ) :
( لاتنسنا قالت فان خيامنا... مازال فيها من لعودك ينتظر )ّ فرد عليها ( كازانوفا ) اللخباط وهو يبكي من حرقة الهوى.. المسكين .. ( البتول ) !
( لاأنسها والعين دامعة لها ... أترى يطول – اذا عدنا – العمر ؟ )
فجانب اللهولدى محمد سعيد اللخباط هوالواضح اكثرعند اغلب القراء بأشعاره الشعبية الماجنة في بنات الجيران بل في النساء المحصنات وزوجات الاقارب وفي المسكينة( مسعودة ) بالاضافة الى أماليحه التي تتخلل مسامراته وفن ( الهدرزة ) الذي يجيده ممزوجا ببهارات النكت التي تجعل الحاضرين يضحكون منه وعليه . الكثير من القراء يرون فقط هذه الابتسامة الخادعة للشاعر الشعبي نتيجة لعدم قراءتهم وأطلاعهم على ماكتبه من جرم في حق تاريخ الجهاد الوطني .. أوأن البعض اطلع وقرأ ولكن للأسف لم يفهم.
وانا عندما اكتب عنه فانني لاأدعي عليه لأنني انطلق من كتاباته وماخطه بيمينه وماهوموجود فعلا في كتبه والموجودة في المكتبات العامة ... وبامكان أي قارئ الاطلاع عليهاوالوقوف بنفسه على أراجيفه .. وهذه الكتب هي :
- خليفة بن عسكر الثورة والاستسلام .. وهذا الكتاب بدأه بأكبر اساءة ومغالطة بل جناية في حق المجاهد الكبير خليفة بن عسكر بداية من عنوانه المغلوط والذي يجب أن يكون ( خليفة أبن عسكر الثورة والاستشهاد ) .. وليس الاستسلام .. ذلك ان الاستسلام والخنوع لايجوز ولايستقيم ان يطلق على ذلك البطل الوطني الرمز ... - معارك الدفاع عن الجبل الغربي . -- الصحراء تشتعل .. والواقع أن الصحراء هادئة عميقة وديعة وثائرة صامدة في الوقت نفسه .. ولكن اللخباط من يشعل فيها نيران جهله وحقده وفتنه . - من قيادات الجهاد الليبي – الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي . وهذا الكتاب ايضا بدأ مغلوطا من عنوانه الذي وجب ان يكون على النحو التالي : - الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي ودورهما في الجهاد الوطني ... وبالنظر لعدم وجود فروق كبيرة بين هذين الشيخين وبين مجموعة من ابطال وشيوخ الصيعان الذين همشهم اللخباط او تجاهلهم أوخوّنهم وهم الذين قضوا حياتهم في حروب مستمرة ضد هجمات سباييس ورغمة وبعضهم واصل ذلك الجهاد ضد الغزو الايطالي ايضا.. فقد كان الانسب ان صاغ عنوانا شاملا لبقية مجاهدي الصيعان كأن يكون مثلا ( أبطال من الصيعان .. ودورهم في الجهاد الوطني ...) وكأمثلة على هؤلاء الابطال: - البطل المجاهد علي الخنجاري الذي لم يعطه حقه وانما همشه واساء اليه اساءة بالغة رغم بطولته وشجاعته المنقطعة النظير في التصدي لهجمات سباييس ورغمه الذين حاربوا قبائل المناطق الحدودية الليبية نيابة عن الجيش الفرنسي .. والذين رافقوا علي الخنجاري وعاصروه مثل الابطال: عون بوبطنين وسلام المشلوم الناكوع ونصر بن الحاج خليفة وضو الرقيق وخليفه الربعي وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم لاحقا ان شاء الله .
وأعود الى كتب اللخباط وأقول ان الذي سيطلع على هذه الكتب سيقف بنفسه على جريمة هذا المدّعيّ في حق ابائنا واجدادنا وبالتالي في حق الوطن وتاريخه .
واما الكتب التي ردت عليه بضاعته وسفهته وأوضحت وبيّـنت بالدليل والبرهان كذبه وافتراءاته وتزويره هي ايضا موجودة في المكتبات العامة وفي متناول أي قارئ.. وهذه بعض منها:
المجاهدون المنسيون .. للكاتب الاستاذ احمد كريم علي .
تقديم الكتاب السابق .. الدكتور مصطفى هويدي .
ابطال وشهداء في تاريح الجهاد الليبي .. ليلى عبد الله محمد سوف
حقيقة معارك الدفاع عن الجبل الغربي .. الدكتور عبد الوهاب الزنتاني .
السّير والرد على التزوير .. لجنة من الاساتذة .
المنهج النقدي في التاريخ الثابت والمتغير في المواقف والكتابات ..للاساتذة :
مصطفى الشعباني .. وفاضل فكيني .. واخرون .
وغير ذلك من التقارير والمقالات المتناثرة في الصحف والمجلات , واخص بالذكر
التقرير التحليلي الذي قام به الاستاذ مختار يونس الباحث بمركز جهاد الليبيين
والذي اثبت فيه عملية التزوير الواضحة التي نفذها اللخباط في حق مذكرات عون
سوف . وعليه فان القاري الكريم الذي يرغب المشاركة في فهم هذا الموضوع
لابد له من الاطلاع على هذه الكتب اولا وسيرى بنفسه ومباشرة بالشواهد والادلة
مدى ماذهب اليه اللخباط في تجنيه على تاريخ الوطن .. الامر الذي سيجعله يحكم
حكما صحيحا وواقعيا ومقنعا بعيدا عن التعصب وضيق الافق وبعيدا عن منطق
( معزة ولو طاروا ) كما يقول المثل . وانا على ثقة ان أي قارئ يطلع على كتب
اللخباط ويطلع على رد النقاد والكتاب عنه فانه سيطالب وبدون تردد بضرورة التصدي لكتابات هذا المتجني المفتن بل سيطالب بضرورة محاكمته ومحاربة كتبه الملعونة تلك التي تناولت التاريخ الوطني بنية سيئة واعتمادا على خراريف ومهاترات ومصادرمغلوطة وبعضها معاد للوطن والتي تكرس الفتنة والهزيمة والسمعة السيئة للاجداد والجهاد الوطني .
وهآنذا في هذا المقال والذي هو ضمن مجموعة من المقالات والتي تشكل في مجموعهامشروع كتاب سيخرج للنور انشاء الله في المستقبل القريب وسيتناول بالتفصيل جناية حكواتي زمانه محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني من خلال كتاباته وماخطه بيمينه وكذلك سيجمع ذلك الكتاب أهم حجج واد لة الكتّاب والنقاد في دحض اراجيف واكاذيب وتزوير محمد سعيد اللخباط والتي يرصفها تباعا وجزافا وبارتجالية وعدم وعي لايجوز لمن يتصدى لكتابة التاريخ وبالاخص عندما يكون تاريخ حرب ونضال وجهاد وطني يخوضه مجتمع من خلال قبائل وجماعات مدنية وليس بواسطة جيش نظامي ( وليس تاريخ شعراء وشعر شعبي أو زرادي في الصحراء وصيد في الاشهر الحرم ) وفي مجتمع قبلي مما يستدعي الكثير من الفطنة والحذر الشديد في معالجة تلك الاحداث التاريخية لتفادي الحساسيات واثارة النعرات واحياء الفتن بين قبائل تتجه الى نسيان جراح الماضي التي تخللت مسيرة الجهاد , الامر الذي يفرض على كتاب التاريخ الوطني( الليبيين ) معالجته أوتناوله بأسلوب يبرزالحقائق ولكن في قالب وطني تربوي ويلامس بعض الاحداث المعقدة والحساسة والتي يكتنفها بعض الغموض ملامسة ايجابية ويعالجها بغيرة ووطنية ..
والاسلوب الوطني يركز على الايجابيات للنهوض بأجيال الحاضر والمستقبل ولايضخم السلبيات ويجنح بهاعن سياقها التاريخي وظروفها المعقدة ليظهرها بشكل مخز وسافر بل يقرنها بمبرراتها التاريخية المختلفة وبأسلوب تحليلي يشرح الظروف والملابسات التي أدت الى تلك الاحداث دون أن يطلق من عنديته أي احكام اوعبارات قد تعمق سلبية الحدث وتزيد في غموضه وعدم فهم مبرراته .
والامر كله منوط بمدى وطنية المؤرخ وثقافته وسعة أطلاعه وقدرته على الاحاطة بالظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ والتي تشكل اطارا محركا لكل الاحداث , ومن خلال شرح وتحليل الظروف المحيطة بالحدث تتضح الحقائق وينجلي الغموض الذي يؤدي بالطبيعة الى فهم ايجابي لدى القارئ الليبي عندما يطلع على تاريخ وطنه من خلال مؤرخ ليبي موضوعي ومثقف ثقافة منهجية عالية ويعالج احداث التاريخ بمنهجية علمية وشفافية ونزاهة تجعل القارئ يثق فيه ويحترمه ويأخذ عنه ويعتبره صمام أمان بينه وبين الكاتب الاجنبي الذي يجب ان يتعاطى معه بحيطة وحذر ..
ولكن اين اللخباط من كل ذلك ؟ انه يمثل النقيض للعلم والنزاهة والموضوعية والذي يسوّق اكاذيبه وفتنه مدعياعلى بعض الرواة من العامة والاميين ومن رواة وهميين أو من أشخاص يعلم بأنهم توفوا فيقوّلهم مالم يقولوه .. كما أعتمد على كتابات الضابط الايطالي المدعو ( بيلاردينيللي ) في مذكراته المعنونة ( بالقبلة )
وهو جنرال استعماري عنصري معروف بعدم النزاهة والموضوعية والواقعية والذي ثبت عدم دقته في كثير من الاحداث التي رواها. ورواياته تقوم على اخبار خاطفة من العملاء والجواسيس والمرتشين كما يعتمد على التوقعات وماتردده العامة فينسبه الى مصادر معروفة ليخدع القارئ بصدق مايقول , والمعروف عنه نزعته العنصرية التي تجعله ينتقي ويضخم بل وكثيرا مايختلق الاخبار السلبية ضد العرب الليبيين ليوحي بعظمة ايطاليا وانتصاراتها وتدني شأن العرب الهمج وتفضيلهم ايطاليا على ابناء جلدتهم وأنهم أي الليبيون يحبون ايطاليا التي خلصتهم من الاستعمار التركي المتخلف لتنشر بينهم العمار والعلم والحضارة . اضافة الى عدم دقة وأخطاء الترجمة من الايطالية الى العربية وبالاخص التي ترجمت من قبل غير الليبيين مما يجعل تلك الكتابات ( كتابات أجنبية ) تؤرخ لجهاد الوطن وتفتقر بالتالي للدقة في التعبير عن طبيعة المواطن الليبي كما تفتقر للحس الوطني وفهم طبيعة الكثير من تصرفات وردود الافعال بين الليبيين .. ولقد بدأ واضحا لدى بيلاردينيللي ولدى من ترجم كتابه جهلهما بطريقة تفكير وتصرف المواطن الليبي والعادات والتقاليد والمصالح المتشابكة والتحالفات القبلية أوالصفوفية والتفاهمات السرية بين بعض القيادات في شئون السياسة والمقاومة وطرق تفكير قادةالجهاد بينهم وبين حتى من أتصلوا بالطليان وغموض سلوكياتهم التي قد لاتعبردائما عن الموقف المضمر . فكل هذه الامور لاشك في انها غيرواضحة في ذهن الضابط الايطالي مؤلف ( القبلة ) وهو الكتاب الذي يمتطيه محمد سعيد اللخباط ويتكئ عليه في أغلب أراجيفه ضد الليبيين بالاضافة الى رواته الوهميين وابيات الشعر الشعبي التي يستشهد بها على بعض الاحداث والمعارك والتي ينظمها هو في الغالب أويكمل نواقصها ويدعيها لأحد الشعراء المعاصرين للحدث المزعوم الذي يتكلم عنه . واذن فعلى القارئ ان يحتاط ويحذر من مصادر اللخباط سواء كانت مكتوبة أومروية أواشعاراشعبية , فكل مايأتي به هذا اللخباط هو محل شك نظرا لأنه ثبت عليه الكذب والتزويروعدم النزاهة والموضوعية والسعي للفتنة واذن فهو ليس محل ثقة وكذلك مصادره ومراجعه .
****************
وأنا في هذا المقام اضع بين يدي القارئ الكريم بعض المقتطفات من النصوص التي امتلأت بها كتبه لأعطي فكرة للقارئ عن أسلوب اللخباط العدواني وطريقة تعبيره الصدامية عن الاحداث أبان الغزو الايطالي اللاانساني لأرض الوطن .. من خلال تلك النصوص سيتضح للقارئ مدي تجني اللخباط وجرأته على الباطل وأنعدام أي احساس ايجابي لديه بوطنه ومواطنيه والذي يتكلم عن ابناء جلدته بأسلوب أنتقامي وضيع لم يكتب به حتى المؤرخ الامريكي المتعصب الذي يحكي ( بطولات الغزو الامريكي للهنود الحمر ) .. ولم أتدخل بالرد على مايتطلبه كل نص بالنفي اوالاثبات أو الرأي التحليلي فهذا المجال لايتسع لكل ذلك ولكنه آت باذن الله .. ومن خلال بعض ردود القراء عن المقال الاول هناك بعض الردود تدل على انزعاج قائليها واستغربوا مني اقحامهم في أمر لايعنيهم ولايعني منتداهم . وبعضهم صرح وبعصبية متسائلا .. وهل اللخباط سيصنع تاريخا خاصابهؤلاء ؟ فمادام الرجل يقول في الحقائق فما هو عيبه اذن ؟ وأنا أطلب من مثل هذا القارئ الواثق من اللخباط ومن نفسه ان يثبت صحة مايقوله اللخباط بالمعايير العلمية والمنهجية التي اتفق عليهااهل العلم من المتخصصين والمؤرخين وليس بأسلوب ( قالي عمي فلان وسمعت من علان ) أو أسلوب ومنهج ( لقد حدث .. وحدث.. والدليل بيت شعر شعبي أو قصيدة شعبية أو أخبرني جماعة كانوا قد مروا من هنا ! أو أخبرتني أسرة فلان ..! أو عندي وثيقة تثبت ذلك !!! وعادة مايقول : مخطوطة أو وثيقة بمكتبة المؤلف ... ولكن لم يرأحد تلك المخطوطة أو الوثيقة .. وهل هما موجودتان حقا ؟ واذا كانت احداهما موجودة فهل حققت منهجيا وثبتت صلاحيتها العلمية وصدقها بحيث تعتمد كمصدر موثوق ؟ ومن حيث بعض الخربشات التي قدمها في ذيول كتبه على اساس انها وثائق فهي صور غير واضحة من جهة .. وتدخل في بعضها بالحذف والاضافة حتى ظهرت بشكل مؤسف يدل على المحاولة الواضحة من قبل اللخباط على استغفال وخداع القارئ.
اننا ايها السادة نتكلم عن تاريخ شعب .. وليس عن ديوان شعر شعبي !! واذن لابد أن تطرح الامور فوق بساط الحقيقة التي يثبتها العلم المنهجي وتحت أشعة الشمس الساطعة وليس بالتزوير والمداورة والتشويش والاعتمادعلى الفرضيات او الروايات العشوائية غير الصحيحة .. هذا من جهة .. ومن جهة ثانية لايتعلل أحد بأنه يكتب ( حقائق التاريخ ).. ولذلك يعطي نفسه الحق بأطلاق عبارات السب والشتم والتخوين ضد الاخرين و( يحمم ) وجوه الاحياء ويصب اللعنات على الاموات بحجة انه يكتب في التاريخ ! مثل هذا المريض غير مطالب بكتابة التاريخ الوطني واذا كان ولابد فليكتب تاريخه هو وتاريخ اسرته.. هو حر في ذلك .. أما تاريخ الاخرين فبأي مشيئة يسلط نفسه عليه ؟ فليس له الحق والشرعية والمنطق ان يكتب في تاريخ الاخرين الااذا كلفوه بذلك .. أو كان مؤهلا علمياوأخلاقيا وموثوقا فيه اجتماعيا وأثبت ذلك من خلال سيرته الحسنة وكتاباته السابقة.. ولكن ايها السادة اعلموا ان جهلنا القانوني بحقوقنا هو السبب في جرأة وتطاول اللخباط وأمثاله علينا . كما انه ممنوع علينا وطنيا وقانونيا وشرعيا السكوت والتغاضي عن شخص تعوّد ان يخوّن ويسب ويشتم اجدادنا ويحمم وجوهنا نحن الاحفاد ونحن لاهون ! بل ان بعضنا يدافع عنه ! أي مذلة هذه .. وأي هوان ! ام على قوب اقفالها ؟... حتى حقائق التاريخ ايها السادة لاتلقم بها الوجوه بشكل عشوائي وفي أي وقت !.. بل تقال في الوقت المناسب وبالطريقة والكيفية المدروسة والمناسبة ليتحقق الغرض النبيل من قولها .. وحتى لاتكون حقا اريد به باطل !
****************
يقول محمد سعيد اللخباط في كتابه ( معارك الدفاع عن الجبل الغربي ) ص 98 ... كان أهالي المشاشة بقيادة محمد بن حسن المشاي وأولاد بوسيف بقيادة احمد قرز والرياينة بقيادة محمد جلبان وجزء من غريان بقيادة عاكف والمبروك القعود والهادي كعبار والاصابعة بقيادة خليفة مقام كل هؤلاء يقيمون بالجبل ورغم الصلح الذي وقعوه مع المجاهدين الا انهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم الطليان للجبل ويكاتبونه للاسراع بالقدوم .
ويواصل كلامه في الصفحة ذاتها: ... أهالي يفرن المركز – فساطو – كاباو – نالوت – الحوامد – المجابرة – طمزين – الرحيبات – وبعض القرى الاخرى في الجبل لجأوا الى الوطية ورقدالين ووضعوا انفسهم تحت تصرف الطليان تحت قيادة يوسف خربيشة .
... فزان تحت حكم خلي
( 2 ) جناية اللخباط محمد سعيد القشاط على تاريخ الجهاد الوطني ...
------------------------------------------
هذا هو الجزء الثاني من الحديث عن جناية الحكواتي محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني . وأبادر الى القول ان المقال الاول لم أشر فيه الى أمثلة كافية وبالتفصيل من الاخبار والاحداث السلبية ضد المجاهدين والقبائل الليبية التي اثارهاالحكاواتي محمد سعيد اللخباط في كتبه الملعونة التي تجنى فيها على الجهاد الوطني . ويبدو ان المام الكثير من القراء يقتصر على الاشعار الشعبية للخباط وماكتبه عن الشعراء الشعبيين الذين يستقي منهم ويتكئ عليهم فيما ينظمه من شعر شعبي ويسرق منهم في الكثيرمن المعاني والاخيلة والتعبيرات التي ينسبها لنفسه .
بالاضافة الى ماكتبه عن الطوارق والصحراء أو ( هدرزة ) هنا وهناك والتي عادة مايمزجها بالنكت ليمررها ويجدد نشاط السامعين له عندما يراهم وقد اصابهم الملل وعدم الحماس كحلقة الهدرزة التي القاها اخيرا في مركز الجهاد والتي أهتم بالاعداد لها بواسطة الاعلانات في المرئية وتنبيه أغلب اقاربه للحضور للقيام بالتصفيق والاستحسان ... أوحلقات الهدرزة المملؤة بالمتناقضات التي القاها في المرئية في رمضان الفائت والتي قال عنها بعض الظرفاء أن الاذاعة المرئية تعرف نقاط ضعفها وتعرف كيف تعالجها .. ورمضان الفائت كان من ضمن نقاط ضعفها الكثيرة حلقات اللخباط الركيكة .. ولكن أذكيا التنسيق المرئي مشكورين قدموا حلقات اللخباط الثقيلة على القلب في وقت صلاة التراويح.. وتزامن تقديمها ايضا مع تقديم مسلسل باب الحارة في (m.b.c ) !.
ولقد وصف في أشعاره الشعبية بعض مظاهر الصحراءوالكثبان الرملية والحمادة الحمراء وأطلق على نفسه اسم ( الشاعر البدوي ) مقلدا بعض الشعراء . وصادف ان ذهب للساقية والوادي عدة مرات فأستفاد من شعرائها الكثير من المفردات والتعبيرات والاخيلة في وصف الصحراء أضافه الى مخزونه مما اكتسبه من حياة البدوالتي ولد فيهاوترعرع وتجاربه ومعاناته من شظف العيش الذي تعرض له أبّان طفولته الشقية بين تطاوين وبن قردان والجوش ورعيه للجديان في وهاد وبراري سهل الجفارة وسفوح الجبال القريبة من الجوش , حتى التحق بمعهد المعلمين وبدأ يتذوق طعم الاستقرار وصاريتعلم ويشفط بعض تصرفات وسلوكيات سكان المدينة .. ومع الوقت بدأت تنضج موهبته في نظم الشعر الشعبي .. وتخرج من معهد المعلمين ( بالدفان ) ونال اجازة التدريس العامة بدرجة مقبول في الدور الثاني .. كما بدأ يجيد لعبة شد الحبال .. ومرت السنين ..
وطالما نازعته نفسه المضطربة الى البراري والقفار .. وأخيرا صار يقضي الايام في الزرادي الواحدة تلو الاخرى نتيجة الفراغ الذي توفر له مع سريان مرتباته الشهرية من الدولة رغم انه قضى اغلب حياته عطالة بطالة يلعب ( الخربقة ) ويحسبها شطرنج اويقوم برحلة صيد في الاشهرالحرم او يسرع الخطى الى الساقية ليكتب اشعاره الشبقية عن الحسان في الصحراء ويمتع النفس بالقربى من ( اياها ) التي يخاطبهافي قصيدته الضعيفة بعنوان ... ( لا تنسنا ) حيث قالت الصبية الملتاعة حبا وهياما بالشاعر الشعبي ( كازانوفا ) :
( لاتنسنا قالت فان خيامنا... مازال فيها من لعودك ينتظر )ّ فرد عليها ( كازانوفا ) اللخباط وهو يبكي من حرقة الهوى.. المسكين .. ( البتول ) !
( لاأنسها والعين دامعة لها ... أترى يطول – اذا عدنا – العمر ؟ )
فجانب اللهولدى محمد سعيد اللخباط هوالواضح اكثرعند اغلب القراء بأشعاره الشعبية الماجنة في بنات الجيران بل في النساء المحصنات وزوجات الاقارب وفي المسكينة( مسعودة ) بالاضافة الى أماليحه التي تتخلل مسامراته وفن ( الهدرزة ) الذي يجيده ممزوجا ببهارات النكت التي تجعل الحاضرين يضحكون منه وعليه . الكثير من القراء يرون فقط هذه الابتسامة الخادعة للشاعر الشعبي نتيجة لعدم قراءتهم وأطلاعهم على ماكتبه من جرم في حق تاريخ الجهاد الوطني .. أوأن البعض اطلع وقرأ ولكن للأسف لم يفهم.
وانا عندما اكتب عنه فانني لاأدعي عليه لأنني انطلق من كتاباته وماخطه بيمينه وماهوموجود فعلا في كتبه والموجودة في المكتبات العامة ... وبامكان أي قارئ الاطلاع عليهاوالوقوف بنفسه على أراجيفه .. وهذه الكتب هي :
- خليفة بن عسكر الثورة والاستسلام .. وهذا الكتاب بدأه بأكبر اساءة ومغالطة بل جناية في حق المجاهد الكبير خليفة بن عسكر بداية من عنوانه المغلوط والذي يجب أن يكون ( خليفة أبن عسكر الثورة والاستشهاد ) .. وليس الاستسلام .. ذلك ان الاستسلام والخنوع لايجوز ولايستقيم ان يطلق على ذلك البطل الوطني الرمز ... - معارك الدفاع عن الجبل الغربي . -- الصحراء تشتعل .. والواقع أن الصحراء هادئة عميقة وديعة وثائرة صامدة في الوقت نفسه .. ولكن اللخباط من يشعل فيها نيران جهله وحقده وفتنه . - من قيادات الجهاد الليبي – الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي . وهذا الكتاب ايضا بدأ مغلوطا من عنوانه الذي وجب ان يكون على النحو التالي : - الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي ودورهما في الجهاد الوطني ... وبالنظر لعدم وجود فروق كبيرة بين هذين الشيخين وبين مجموعة من ابطال وشيوخ الصيعان الذين همشهم اللخباط او تجاهلهم أوخوّنهم وهم الذين قضوا حياتهم في حروب مستمرة ضد هجمات سباييس ورغمة وبعضهم واصل ذلك الجهاد ضد الغزو الايطالي ايضا.. فقد كان الانسب ان صاغ عنوانا شاملا لبقية مجاهدي الصيعان كأن يكون مثلا ( أبطال من الصيعان .. ودورهم في الجهاد الوطني ...) وكأمثلة على هؤلاء الابطال: - البطل المجاهد علي الخنجاري الذي لم يعطه حقه وانما همشه واساء اليه اساءة بالغة رغم بطولته وشجاعته المنقطعة النظير في التصدي لهجمات سباييس ورغمه الذين حاربوا قبائل المناطق الحدودية الليبية نيابة عن الجيش الفرنسي .. والذين رافقوا علي الخنجاري وعاصروه مثل الابطال: عون بوبطنين وسلام المشلوم الناكوع ونصر بن الحاج خليفة وضو الرقيق وخليفه الربعي وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم لاحقا ان شاء الله .
وأعود الى كتب اللخباط وأقول ان الذي سيطلع على هذه الكتب سيقف بنفسه على جريمة هذا المدّعيّ في حق ابائنا واجدادنا وبالتالي في حق الوطن وتاريخه .
واما الكتب التي ردت عليه بضاعته وسفهته وأوضحت وبيّـنت بالدليل والبرهان كذبه وافتراءاته وتزويره هي ايضا موجودة في المكتبات العامة وفي متناول أي قارئ.. وهذه بعض منها:
المجاهدون المنسيون .. للكاتب الاستاذ احمد كريم علي .
تقديم الكتاب السابق .. الدكتور مصطفى هويدي .
ابطال وشهداء في تاريح الجهاد الليبي .. ليلى عبد الله محمد سوف
حقيقة معارك الدفاع عن الجبل الغربي .. الدكتور عبد الوهاب الزنتاني .
السّير والرد على التزوير .. لجنة من الاساتذة .
المنهج النقدي في التاريخ الثابت والمتغير في المواقف والكتابات ..للاساتذة :
مصطفى الشعباني .. وفاضل فكيني .. واخرون .
وغير ذلك من التقارير والمقالات المتناثرة في الصحف والمجلات , واخص بالذكر
التقرير التحليلي الذي قام به الاستاذ مختار يونس الباحث بمركز جهاد الليبيين
والذي اثبت فيه عملية التزوير الواضحة التي نفذها اللخباط في حق مذكرات عون
سوف . وعليه فان القاري الكريم الذي يرغب المشاركة في فهم هذا الموضوع
لابد له من الاطلاع على هذه الكتب اولا وسيرى بنفسه ومباشرة بالشواهد والادلة
مدى ماذهب اليه اللخباط في تجنيه على تاريخ الوطن .. الامر الذي سيجعله يحكم
حكما صحيحا وواقعيا ومقنعا بعيدا عن التعصب وضيق الافق وبعيدا عن منطق
( معزة ولو طاروا ) كما يقول المثل . وانا على ثقة ان أي قارئ يطلع على كتب
اللخباط ويطلع على رد النقاد والكتاب عنه فانه سيطالب وبدون تردد بضرورة التصدي لكتابات هذا المتجني المفتن بل سيطالب بضرورة محاكمته ومحاربة كتبه الملعونة تلك التي تناولت التاريخ الوطني بنية سيئة واعتمادا على خراريف ومهاترات ومصادرمغلوطة وبعضها معاد للوطن والتي تكرس الفتنة والهزيمة والسمعة السيئة للاجداد والجهاد الوطني .
وهآنذا في هذا المقال والذي هو ضمن مجموعة من المقالات والتي تشكل في مجموعهامشروع كتاب سيخرج للنور انشاء الله في المستقبل القريب وسيتناول بالتفصيل جناية حكواتي زمانه محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني من خلال كتاباته وماخطه بيمينه وكذلك سيجمع ذلك الكتاب أهم حجج واد لة الكتّاب والنقاد في دحض اراجيف واكاذيب وتزوير محمد سعيد اللخباط والتي يرصفها تباعا وجزافا وبارتجالية وعدم وعي لايجوز لمن يتصدى لكتابة التاريخ وبالاخص عندما يكون تاريخ حرب ونضال وجهاد وطني يخوضه مجتمع من خلال قبائل وجماعات مدنية وليس بواسطة جيش نظامي ( وليس تاريخ شعراء وشعر شعبي أو زرادي في الصحراء وصيد في الاشهر الحرم ) وفي مجتمع قبلي مما يستدعي الكثير من الفطنة والحذر الشديد في معالجة تلك الاحداث التاريخية لتفادي الحساسيات واثارة النعرات واحياء الفتن بين قبائل تتجه الى نسيان جراح الماضي التي تخللت مسيرة الجهاد , الامر الذي يفرض على كتاب التاريخ الوطني( الليبيين ) معالجته أوتناوله بأسلوب يبرزالحقائق ولكن في قالب وطني تربوي ويلامس بعض الاحداث المعقدة والحساسة والتي يكتنفها بعض الغموض ملامسة ايجابية ويعالجها بغيرة ووطنية ..
والاسلوب الوطني يركز على الايجابيات للنهوض بأجيال الحاضر والمستقبل ولايضخم السلبيات ويجنح بهاعن سياقها التاريخي وظروفها المعقدة ليظهرها بشكل مخز وسافر بل يقرنها بمبرراتها التاريخية المختلفة وبأسلوب تحليلي يشرح الظروف والملابسات التي أدت الى تلك الاحداث دون أن يطلق من عنديته أي احكام اوعبارات قد تعمق سلبية الحدث وتزيد في غموضه وعدم فهم مبرراته .
والامر كله منوط بمدى وطنية المؤرخ وثقافته وسعة أطلاعه وقدرته على الاحاطة بالظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ والتي تشكل اطارا محركا لكل الاحداث , ومن خلال شرح وتحليل الظروف المحيطة بالحدث تتضح الحقائق وينجلي الغموض الذي يؤدي بالطبيعة الى فهم ايجابي لدى القارئ الليبي عندما يطلع على تاريخ وطنه من خلال مؤرخ ليبي موضوعي ومثقف ثقافة منهجية عالية ويعالج احداث التاريخ بمنهجية علمية وشفافية ونزاهة تجعل القارئ يثق فيه ويحترمه ويأخذ عنه ويعتبره صمام أمان بينه وبين الكاتب الاجنبي الذي يجب ان يتعاطى معه بحيطة وحذر ..
ولكن اين اللخباط من كل ذلك ؟ انه يمثل النقيض للعلم والنزاهة والموضوعية والذي يسوّق اكاذيبه وفتنه مدعياعلى بعض الرواة من العامة والاميين ومن رواة وهميين أو من أشخاص يعلم بأنهم توفوا فيقوّلهم مالم يقولوه .. كما أعتمد على كتابات الضابط الايطالي المدعو ( بيلاردينيللي ) في مذكراته المعنونة ( بالقبلة )
وهو جنرال استعماري عنصري معروف بعدم النزاهة والموضوعية والواقعية والذي ثبت عدم دقته في كثير من الاحداث التي رواها. ورواياته تقوم على اخبار خاطفة من العملاء والجواسيس والمرتشين كما يعتمد على التوقعات وماتردده العامة فينسبه الى مصادر معروفة ليخدع القارئ بصدق مايقول , والمعروف عنه نزعته العنصرية التي تجعله ينتقي ويضخم بل وكثيرا مايختلق الاخبار السلبية ضد العرب الليبيين ليوحي بعظمة ايطاليا وانتصاراتها وتدني شأن العرب الهمج وتفضيلهم ايطاليا على ابناء جلدتهم وأنهم أي الليبيون يحبون ايطاليا التي خلصتهم من الاستعمار التركي المتخلف لتنشر بينهم العمار والعلم والحضارة . اضافة الى عدم دقة وأخطاء الترجمة من الايطالية الى العربية وبالاخص التي ترجمت من قبل غير الليبيين مما يجعل تلك الكتابات ( كتابات أجنبية ) تؤرخ لجهاد الوطن وتفتقر بالتالي للدقة في التعبير عن طبيعة المواطن الليبي كما تفتقر للحس الوطني وفهم طبيعة الكثير من تصرفات وردود الافعال بين الليبيين .. ولقد بدأ واضحا لدى بيلاردينيللي ولدى من ترجم كتابه جهلهما بطريقة تفكير وتصرف المواطن الليبي والعادات والتقاليد والمصالح المتشابكة والتحالفات القبلية أوالصفوفية والتفاهمات السرية بين بعض القيادات في شئون السياسة والمقاومة وطرق تفكير قادةالجهاد بينهم وبين حتى من أتصلوا بالطليان وغموض سلوكياتهم التي قد لاتعبردائما عن الموقف المضمر . فكل هذه الامور لاشك في انها غيرواضحة في ذهن الضابط الايطالي مؤلف ( القبلة ) وهو الكتاب الذي يمتطيه محمد سعيد اللخباط ويتكئ عليه في أغلب أراجيفه ضد الليبيين بالاضافة الى رواته الوهميين وابيات الشعر الشعبي التي يستشهد بها على بعض الاحداث والمعارك والتي ينظمها هو في الغالب أويكمل نواقصها ويدعيها لأحد الشعراء المعاصرين للحدث المزعوم الذي يتكلم عنه . واذن فعلى القارئ ان يحتاط ويحذر من مصادر اللخباط سواء كانت مكتوبة أومروية أواشعاراشعبية , فكل مايأتي به هذا اللخباط هو محل شك نظرا لأنه ثبت عليه الكذب والتزويروعدم النزاهة والموضوعية والسعي للفتنة واذن فهو ليس محل ثقة وكذلك مصادره ومراجعه .
****************
وأنا في هذا المقام اضع بين يدي القارئ الكريم بعض المقتطفات من النصوص التي امتلأت بها كتبه لأعطي فكرة للقارئ عن أسلوب اللخباط العدواني وطريقة تعبيره الصدامية عن الاحداث أبان الغزو الايطالي اللاانساني لأرض الوطن .. من خلال تلك النصوص سيتضح للقارئ مدي تجني اللخباط وجرأته على الباطل وأنعدام أي احساس ايجابي لديه بوطنه ومواطنيه والذي يتكلم عن ابناء جلدته بأسلوب أنتقامي وضيع لم يكتب به حتى المؤرخ الامريكي المتعصب الذي يحكي ( بطولات الغزو الامريكي للهنود الحمر ) .. ولم أتدخل بالرد على مايتطلبه كل نص بالنفي اوالاثبات أو الرأي التحليلي فهذا المجال لايتسع لكل ذلك ولكنه آت باذن الله .. ومن خلال بعض ردود القراء عن المقال الاول هناك بعض الردود تدل على انزعاج قائليها واستغربوا مني اقحامهم في أمر لايعنيهم ولايعني منتداهم . وبعضهم صرح وبعصبية متسائلا .. وهل اللخباط سيصنع تاريخا خاصابهؤلاء ؟ فمادام الرجل يقول في الحقائق فما هو عيبه اذن ؟ وأنا أطلب من مثل هذا القارئ الواثق من اللخباط ومن نفسه ان يثبت صحة مايقوله اللخباط بالمعايير العلمية والمنهجية التي اتفق عليهااهل العلم من المتخصصين والمؤرخين وليس بأسلوب ( قالي عمي فلان وسمعت من علان ) أو أسلوب ومنهج ( لقد حدث .. وحدث.. والدليل بيت شعر شعبي أو قصيدة شعبية أو أخبرني جماعة كانوا قد مروا من هنا ! أو أخبرتني أسرة فلان ..! أو عندي وثيقة تثبت ذلك !!! وعادة مايقول : مخطوطة أو وثيقة بمكتبة المؤلف ... ولكن لم يرأحد تلك المخطوطة أو الوثيقة .. وهل هما موجودتان حقا ؟ واذا كانت احداهما موجودة فهل حققت منهجيا وثبتت صلاحيتها العلمية وصدقها بحيث تعتمد كمصدر موثوق ؟ ومن حيث بعض الخربشات التي قدمها في ذيول كتبه على اساس انها وثائق فهي صور غير واضحة من جهة .. وتدخل في بعضها بالحذف والاضافة حتى ظهرت بشكل مؤسف يدل على المحاولة الواضحة من قبل اللخباط على استغفال وخداع القارئ.
اننا ايها السادة نتكلم عن تاريخ شعب .. وليس عن ديوان شعر شعبي !! واذن لابد أن تطرح الامور فوق بساط الحقيقة التي يثبتها العلم المنهجي وتحت أشعة الشمس الساطعة وليس بالتزوير والمداورة والتشويش والاعتمادعلى الفرضيات او الروايات العشوائية غير الصحيحة .. هذا من جهة .. ومن جهة ثانية لايتعلل أحد بأنه يكتب ( حقائق التاريخ ).. ولذلك يعطي نفسه الحق بأطلاق عبارات السب والشتم والتخوين ضد الاخرين و( يحمم ) وجوه الاحياء ويصب اللعنات على الاموات بحجة انه يكتب في التاريخ ! مثل هذا المريض غير مطالب بكتابة التاريخ الوطني واذا كان ولابد فليكتب تاريخه هو وتاريخ اسرته.. هو حر في ذلك .. أما تاريخ الاخرين فبأي مشيئة يسلط نفسه عليه ؟ فليس له الحق والشرعية والمنطق ان يكتب في تاريخ الاخرين الااذا كلفوه بذلك .. أو كان مؤهلا علمياوأخلاقيا وموثوقا فيه اجتماعيا وأثبت ذلك من خلال سيرته الحسنة وكتاباته السابقة.. ولكن ايها السادة اعلموا ان جهلنا القانوني بحقوقنا هو السبب في جرأة وتطاول اللخباط وأمثاله علينا . كما انه ممنوع علينا وطنيا وقانونيا وشرعيا السكوت والتغاضي عن شخص تعوّد ان يخوّن ويسب ويشتم اجدادنا ويحمم وجوهنا نحن الاحفاد ونحن لاهون ! بل ان بعضنا يدافع عنه ! أي مذلة هذه .. وأي هوان ! ام على قوب اقفالها ؟... حتى حقائق التاريخ ايها السادة لاتلقم بها الوجوه بشكل عشوائي وفي أي وقت !.. بل تقال في الوقت المناسب وبالطريقة والكيفية المدروسة والمناسبة ليتحقق الغرض النبيل من قولها .. وحتى لاتكون حقا اريد به باطل !
****************
يقول محمد سعيد اللخباط في كتابه ( معارك الدفاع عن الجبل الغربي ) ص 98 ... كان أهالي المشاشة بقيادة محمد بن حسن المشاي وأولاد بوسيف بقيادة احمد قرز والرياينة بقيادة محمد جلبان وجزء من غريان بقيادة عاكف والمبروك القعود والهادي كعبار والاصابعة بقيادة خليفة مقام كل هؤلاء يقيمون بالجبل ورغم الصلح الذي وقعوه مع المجاهدين الا انهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم الطليان للجبل ويكاتبونه للاسراع بالقدوم .
ويواصل كلامه في الصفحة ذاتها: ... أهالي يفرن المركز – فساطو – كاباو – نالوت – الحوامد – المجابرة – طمزين – الرحيبات – وبعض القرى الاخرى في الجبل لجأوا الى الوطية ورقدالين ووضعوا انفسهم تحت تصرف الطليان تحت قيادة يوسف خربيشة .
... فزان تحت حكم خليفة الزاوي ومقره مرزق وهو يكاتب الايطاليين منذ سنة 1919ف ... وقد سحب الايطاليون معهم عام 1915ف من الجفرة قبيلتي رياح وسوكنة وأسكنتا بسهل الجفارة تحت قيادة الشيخ رياح فرحات حميدة الذي صحب الطليان فيما بعد أثناء زحفهم للجنوب .
**********************
في كتابه الصحراء تشتعل يقول محمد سعيد اللخباط من ص 63 ومابعدها :
... وبدأ الايطاليون قبل الهجوم على المجاهدين المتمركزين في الاصابعة في ربيع
1913ف يراسلون الزعامات البعيدة ليكسبوا ودها .. فعن طريق قنصليتهم في القاهرة وعن طريق أحد جواسيسهم المدعو " ساباتو " اتصلوا بمجموعات القيادات في الجفرة والكفرة عن طريق جاسوس يدعى ( محمد علي علوي – من مصر - ) جنده الطليان لصالحهم .. وتلقى ( الطليان ) ردا من الشيخ سيف النصر عبد الجليل
من الجفرة موقعا مع مجموعة من المشايخ في برقة .. يقول مضمون الرسالة المؤرخة في 14 - 8 - 1912 ف والتي وصلت محمد علي علوي المصري ردا على رسائله الى مشائخ طرابلس وبرقة وهم :الشيخ سيف النصر شيخ قبائل سرت والشيخ مراد بن جمال شيخ قبائل المحاميد والشيخ محمد ابراهيم سليمان شيخ قبائل العواكلة والشيخ عبد القادر يونس بوبريدان شيخ قبائل غيث والشيخ ابراهيم محمد حدوّث شيخ قبيلة البراعصة والشيخ عمر بورقيعة ( يمثل تسعين قبيلة تمثيلا شاملا وله جميع الصلاحيات . وفيما يلي الرد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الى صاحب الاصل والفصل ومنبع الشكر .. من أشتهر بالرحمة والفضل ومن له
ارفع اصول المجد والشرف والدرة الكبرى في العقد ومثال السؤدد سيدنا محمد علي
علوي .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. بعد تقديم سلامنا ودائم
احترامنا أعلم ياسيدنا اننا تشرفنا برسالتكم فقرأناها وعلمنا مافيها ونحمد الله على صحتكم وهي أغلى مانرجوه من الله .
أعلم ياسيدنا " محمد علي علوي " اننا اقسمنا اليمين بالطاعة لكم ولرئيس مجلس الوزراء ( الايطالي ) وانكم انتم ممثلنا في جميع الشئون العامة والخاصة .. ونحن نقبل جميع شروطهم ونرجو فقط ان تطلبوا من فضل همة رئيس مجلس الوزراء ان يوافقنا على مطالبنا والتي هي :
.1 تمديد المدة المحددة .. وان يعطينا فترة من الوقت كافية .
2 . سنكون يدا واحدة في جميع الامور العامة والسرية .
3. انتم لاتعقدون السلم تاركين ايانا فريسة للدب الضاري ولاانتم عاملون كما كان يفعل في الماضي لأ ننا نحن العرب لانحب عرب مصراته وهذا هو أعز مطلب لنا وغاية مانتمناه .. واعلم كذلك اننا مستعدون الى ارسال وفد الى ادريس والى اخيه أبني السيد المهدي وهذا ضروري لنعرض عليهما مطالبنا هذه واعلم ان ادريس طلب منا منذ البداية ان نبقى محايدين ولكننا عصيناه وندمنا الان على عصيانه وعلى اتباع رغبة بعض الاخوان .
لقد استقر رأينا نهائيا على مقابلته وطلب العفو عما سلف والتقيد بأوامره
وافهامه اننا كتبنا رسالة اليكم وضعنا فيها كل طلباتنا .. ونعلمكم ايضاان جميع
المشائخ قد سلموا زمام الامر لكم وانتم المسئولون عنا وتحاسبون امام يدي الله
تعالى ونسألكم باسم جميع المشائخ متوسلين اليكم ...
... وقد وصل عدد القبائل التي أقسمت على الطاعة ( تسعين قبيلة ) الى هذا اليوم . لقد اوكل جميع مشائخ القبائل الامر الى الله اولا ثم اليكم وان هذا التفويض لايقتصر على بدو برقة بل يشمل كذلك باد ية طرابلس بالاتفاق مع مشائخ البدو في طرابلس بشكل عام .
وقد حضر هذا الاتفاق المشائخ الاتي ذكرهم :
الشيخ سيف النصر عن سكان سرت كافة . الشيخ مراد بن جمال عن قبائل المحاميد كافة . شيخ المشائخ عمر ابورقيعة ممثلا لتسعين قبيلة . الشيخ ابراهيم حدوث . الشيخ محمد ابراهيم سليمان .
وقد اقسم جميع المشائخ على القران الكريم اتباع الخطة التي بعثتم بها وفوضوا امرهم الى الله ثم اليكم ... وانتم تستطيعون اقناع الولاة بالانتظار والباقي على الله وعلينا أي سنتبع جميع الاوامر في اقصر وقت ونسلمهم بايدينا
ان شاء الله اعداء كم واعداءنا .
واعلم اننا خدم مطيعون للملك " ملك ايطاليا " ولرئيس مجلس الوزراء " الايطالي " ولشخصكم السعيد " محمد علي علوي " ... واعلم لاتصدق سكان الحواضر فكلهم خونة .. يخونونكم كما يخونوننا وهم اسباب هذه الحرب ولايهمهم أي شئ وعليكم المحافظة على سرية هذا الخبر .. ولاتعلموا أي واحد من الحضر حول هذا الاتفاق المعقود بيننا وبينكم .
بلغوا سلام جميع المشايخ الى اخينا في الله الدكتور ( انساباتو ) والدكتور
( نارديني ) وكل من يلوذ بكم فقد علمنا انهم قدموا لنا خدمات كبيرة نشكرهم
عليها . ... ان شاء الله نبيض وجوههم امام الملك ورئيس مجاس الوزراء
وامام جميع افراد شعبهم " الايطالي " وسننفذ اوامركم ان شاء الله لادخال
السرور الى شخصكم الشريف الموقر ولوكلفنا ذلك التضحية بابنائنا وفلذات
قلوبنا .. وسيكون احلى على قلوبنا من العسل لأن الاثنين مخلصان لكم ويعملان
من اجل اسعادنا ويقدمان لكم المساعدة كما اخبرنا محمد الصديق .. السلام من جميع المشايخ المذكورين .. ويبلغ السلام ممثل جميع القبائل الشيخ ابورقيعة
مندوبنا العام .
التوقيعات : الشيخ سيف النصر . الشيخ مراد بن جمال . الشيخ محمد ابراهيم سليمان . الشيح عبد القادر يونس بوبريدان . الشيخ ابراهيم محمد حدوث. وقد فوضوا عنهم تفويضا كاملا الشيخ عمر بورقيعة ممثل عموم القبائل .
... والى جانب هذه الرسالة هناك رسائل اخرى من عابد السنوسي متبادلة بينه وبين ( ساباتو ) ومنها ماهو مرسل الى " ملك ايطاليا " كما ارسل
عابد عبده ( الخيرجي , وجبريل خير الله ) ووصلا الى ايطاليابتكليف منه
ناهيك عن رسائل بعض مشائخ الزوايا السنوسية حول منطقة درنة التي يقول
فيها السنوسي الغرياني مخاطبا محمد علي علوي في 20 -6 - 1912 يتحدث
فيهاعن المهمة الميدانية التي قام بها السنوسي بن موسى حول مدينة درنة
وقد جاء اليها بأسم محمد علي علوي وبأسم احمد الشريف لدعوة المشائخ
الى ايقاف الحرب .
ويقول الغرياني في هذا الاجتماع : " وافق المذكورون على الرضوخ للاوامر" وهم : العلمي شيخ زاوية البيضاء . صالح بن اسماعيل شيخ زاوية
الفايدية . عبد الله فركاش شيخ زاوية بشرة . محمد الغزالي شيخ زاوية ترت.
عبد الله يوسف شيخ زاوية عين مارة . محمد الحسين شيخ زاوية العرقوب .
أركيوه شيخ زاوية ام الرزم . محمد بوفارس شيخ زاوية مراعاة القسم .
... وبعد هذه الاتفاقات السرية وصل عبد النبي بالخير الى الجفرة لأصطحاب الشيخ سيف النصر الى بني وليد حيث يستقبله ضابط ايطالي مأمور سياسة وحسن القره مانللي ( حسونة باشا ) . ويقول بعض اهالي ورفلّة الذين التقيت
بهم ( الحديث للخباط ) ان عبد النبي ذهب لدعوة سيف النصر الى الجهاد حتى ان المواطنين استقبلوه بالهتاف عندما نزل بخيمته في شعبة القرجومة
وهم يرددون : الشيخ جاب العادة .. الشيخ جاب العادة .. ولكن الحقيقة ان عبد
النبي ذهب الى سيف النصر مرسلا من قبل الطليان لأحضار الشيخ الذي سبق
له ان راسلهم ووافق على شروطهم في الرسالة السابقة التي بعث بها عن طريق محمد علي علوي – المصري - عبر السفارة الايطالية في القاهرة .
وهكذا وصل الشيخ سيف النصر الى بني وليد حيث استقبله مجموعة من مشائخ ورفلّة ووقعوا معه على الاتفاق مع الطليان بعدم محاربتهم بل وسارت
المجموعة كلها الى طرابلس حيث استقبلوا من قبل الوالي .
... لأنه حدث بعد ذلك بقليل ان قام عبد الجليل وعمر ابنا سيف النصر مع حوالي خمسين من الرؤساء المعوّل عليهم التابعين لهم ومن بينهم عبد النبي
وصالح بوخنجر والحاج احمد المرجان والشيخ مفتاح لعرك واخرون من الشخصيات ذوي النفوذ ساروا جميعا مع ( اركولاني ) و ( نيقري ) لتقديم واجب الاحترام والتقدير الى الحاكم العام واعداد اسس سلمية للتفاهم والاتفاق
ثم وضع شروط عامة لفروض الولاء مع نزع سلاح كل القبائل التابعة لهم .
... وجهز الايطاليون حملة لأحتلال ( القبلة ) واسندوا رئاستها الى الجنرال
( مياني ) ورافق هذه الحملة من العرب الليبيين عبد النبي بالخير وعمر المنتصركمستشارين لها كما رافقهم ايضا الطاهر جلغم وسعد بن عطية والنعاس بن سكيب والشيباني خلخل كما تم تكليف سيف النصر عبد الجليل واولاده بجمع الابل من الجفرة لتحمل عليها القوات الايطالية تموينها...
كما رافق الحملة ايضا ابن نجومة السوكني .
*****************
وهذا قليل من كثير اورده الحكواتي محمد سعيد القشاط وهويعمل جاهدا على البحث والتنقيب في دياجير الظلام عن أي تصرف اوحتى مراسلة ( قد تكون مدسوسة ) والمهم عنده انها تعطي معنى خيانة الليبيين لوطنهم وتشير الى تقديم هؤلاء الاجداد ايات الولاء والطاعة والخنوع المخزي لكل من هب ودب وتسليم اسلحتهم للايطاليين بدون معارك وتسليم امر تسعين قبيلة لجاسوس مصري بل اكثر من ذلك بكثير ! الخ النصوص المثبتة وغيرها من النصوص المنتقاة بعناية من قبل اللخباط والموضوعة لهدف شيطاني واضح لكل ذي عينين .
ولعل القارئ الكريم لايحتاج الى تنبيه لهدف اللخباط من تقديم مثل هذه
المراسلات المشكوك في صحتها . والتي لم نر لها تأثيراعلى ارض الواقع ..
فما هو هدف محمد سعيد اللخباط من ايرادها ياترى ؟ هدفه واضح ... وهووضع ( وصلة ) عار وخزي وفتنة بين الاجيال السابقة والحاضرة وأجيال المستقبل لأثباط عزيمة حفدة هؤلاء الاجداد واشعارهم بالخزي والعار مما فعل اجدادهم لتحريك وبعث مشاعر الاحباط واليأس وعد م الثقة في تاريخ اجدادهم مما يؤدي الى تحطيم نفوسهم وهبوط معنوياتهم وتكوين عقد الانهزام ومايترتب عليها من المشاكل النفسية وتفريغ نفوسهم من أي محتوى ايجابي .
• يتبع... في الحلقة القادمة انشاء الله سنقرأ معا مزيدا من نصوص الادانة للمجاهدين والقبائل الليبية التي يدعيها وينشرهاالحكواتي محمد سعيد اللخباط في معرض تخوينه للاجداد جماعات وفرادى .. في كتبه الملعونة المملؤة بالافتراءات والاكاذيب والتي تستدعي وقفة جادة من قبل كل الغيورين على تاريخ الوطن من المثقفين والمسئولين ... ....................... ام على قلوب أقفالها !!!
وللحديث بقية ...
عبد الرحمن الناكوع
[/sup]
« استعرض الموضوع السابق · استعرض الموضوع التالي »
رسالة سريعة
عدو المجاهدين .. يكتب تاريخ الجهاد الوطني ...
( 2 ) جناية اللخباط محمد سعيد القشاط على تاريخ الجهاد الوطني ...
------------------------------------------
هذا هو الجزء الثاني من الحديث عن جناية الحكواتي محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني . وأبادر الى القول ان المقال الاول لم أشر فيه الى أمثلة كافية وبالتفصيل من الاخبار والاحداث السلبية ضد المجاهدين والقبائل الليبية التي اثارهاالحكاواتي محمد سعيد اللخباط في كتبه الملعونة التي تجنى فيها على الجهاد الوطني . ويبدو ان المام الكثير من القراء يقتصر على الاشعار الشعبية للخباط وماكتبه عن الشعراء الشعبيين الذين يستقي منهم ويتكئ عليهم فيما ينظمه من شعر شعبي ويسرق منهم في الكثيرمن المعاني والاخيلة والتعبيرات التي ينسبها لنفسه .
بالاضافة الى ماكتبه عن الطوارق والصحراء أو ( هدرزة ) هنا وهناك والتي عادة مايمزجها بالنكت ليمررها ويجدد نشاط السامعين له عندما يراهم وقد اصابهم الملل وعدم الحماس كحلقة الهدرزة التي القاها اخيرا في مركز الجهاد والتي أهتم بالاعداد لها بواسطة الاعلانات في المرئية وتنبيه أغلب اقاربه للحضور للقيام بالتصفيق والاستحسان ... أوحلقات الهدرزة المملؤة بالمتناقضات التي القاها في المرئية في رمضان الفائت والتي قال عنها بعض الظرفاء أن الاذاعة المرئية تعرف نقاط ضعفها وتعرف كيف تعالجها .. ورمضان الفائت كان من ضمن نقاط ضعفها الكثيرة حلقات اللخباط الركيكة .. ولكن أذكيا التنسيق المرئي مشكورين قدموا حلقات اللخباط الثقيلة على القلب في وقت صلاة التراويح.. وتزامن تقديمها ايضا مع تقديم مسلسل باب الحارة في (m.b.c ) !.
ولقد وصف في أشعاره الشعبية بعض مظاهر الصحراءوالكثبان الرملية والحمادة الحمراء وأطلق على نفسه اسم ( الشاعر البدوي ) مقلدا بعض الشعراء . وصادف ان ذهب للساقية والوادي عدة مرات فأستفاد من شعرائها الكثير من المفردات والتعبيرات والاخيلة في وصف الصحراء أضافه الى مخزونه مما اكتسبه من حياة البدوالتي ولد فيهاوترعرع وتجاربه ومعاناته من شظف العيش الذي تعرض له أبّان طفولته الشقية بين تطاوين وبن قردان والجوش ورعيه للجديان في وهاد وبراري سهل الجفارة وسفوح الجبال القريبة من الجوش , حتى التحق بمعهد المعلمين وبدأ يتذوق طعم الاستقرار وصاريتعلم ويشفط بعض تصرفات وسلوكيات سكان المدينة .. ومع الوقت بدأت تنضج موهبته في نظم الشعر الشعبي .. وتخرج من معهد المعلمين ( بالدفان ) ونال اجازة التدريس العامة بدرجة مقبول في الدور الثاني .. كما بدأ يجيد لعبة شد الحبال .. ومرت السنين ..
وطالما نازعته نفسه المضطربة الى البراري والقفار .. وأخيرا صار يقضي الايام في الزرادي الواحدة تلو الاخرى نتيجة الفراغ الذي توفر له مع سريان مرتباته الشهرية من الدولة رغم انه قضى اغلب حياته عطالة بطالة يلعب ( الخربقة ) ويحسبها شطرنج اويقوم برحلة صيد في الاشهرالحرم او يسرع الخطى الى الساقية ليكتب اشعاره الشبقية عن الحسان في الصحراء ويمتع النفس بالقربى من ( اياها ) التي يخاطبهافي قصيدته الضعيفة بعنوان ... ( لا تنسنا ) حيث قالت الصبية الملتاعة حبا وهياما بالشاعر الشعبي ( كازانوفا ) :
( لاتنسنا قالت فان خيامنا... مازال فيها من لعودك ينتظر )ّ فرد عليها ( كازانوفا ) اللخباط وهو يبكي من حرقة الهوى.. المسكين .. ( البتول ) !
( لاأنسها والعين دامعة لها ... أترى يطول – اذا عدنا – العمر ؟ )
فجانب اللهولدى محمد سعيد اللخباط هوالواضح اكثرعند اغلب القراء بأشعاره الشعبية الماجنة في بنات الجيران بل في النساء المحصنات وزوجات الاقارب وفي المسكينة( مسعودة ) بالاضافة الى أماليحه التي تتخلل مسامراته وفن ( الهدرزة ) الذي يجيده ممزوجا ببهارات النكت التي تجعل الحاضرين يضحكون منه وعليه . الكثير من القراء يرون فقط هذه الابتسامة الخادعة للشاعر الشعبي نتيجة لعدم قراءتهم وأطلاعهم على ماكتبه من جرم في حق تاريخ الجهاد الوطني .. أوأن البعض اطلع وقرأ ولكن للأسف لم يفهم.
وانا عندما اكتب عنه فانني لاأدعي عليه لأنني انطلق من كتاباته وماخطه بيمينه وماهوموجود فعلا في كتبه والموجودة في المكتبات العامة ... وبامكان أي قارئ الاطلاع عليهاوالوقوف بنفسه على أراجيفه .. وهذه الكتب هي :
- خليفة بن عسكر الثورة والاستسلام .. وهذا الكتاب بدأه بأكبر اساءة ومغالطة بل جناية في حق المجاهد الكبير خليفة بن عسكر بداية من عنوانه المغلوط والذي يجب أن يكون ( خليفة أبن عسكر الثورة والاستشهاد ) .. وليس الاستسلام .. ذلك ان الاستسلام والخنوع لايجوز ولايستقيم ان يطلق على ذلك البطل الوطني الرمز ... - معارك الدفاع عن الجبل الغربي . -- الصحراء تشتعل .. والواقع أن الصحراء هادئة عميقة وديعة وثائرة صامدة في الوقت نفسه .. ولكن اللخباط من يشعل فيها نيران جهله وحقده وفتنه . - من قيادات الجهاد الليبي – الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي . وهذا الكتاب ايضا بدأ مغلوطا من عنوانه الذي وجب ان يكون على النحو التالي : - الشيخ علي كله والشيخ المبروك الغدي ودورهما في الجهاد الوطني ... وبالنظر لعدم وجود فروق كبيرة بين هذين الشيخين وبين مجموعة من ابطال وشيوخ الصيعان الذين همشهم اللخباط او تجاهلهم أوخوّنهم وهم الذين قضوا حياتهم في حروب مستمرة ضد هجمات سباييس ورغمة وبعضهم واصل ذلك الجهاد ضد الغزو الايطالي ايضا.. فقد كان الانسب ان صاغ عنوانا شاملا لبقية مجاهدي الصيعان كأن يكون مثلا ( أبطال من الصيعان .. ودورهم في الجهاد الوطني ...) وكأمثلة على هؤلاء الابطال: - البطل المجاهد علي الخنجاري الذي لم يعطه حقه وانما همشه واساء اليه اساءة بالغة رغم بطولته وشجاعته المنقطعة النظير في التصدي لهجمات سباييس ورغمه الذين حاربوا قبائل المناطق الحدودية الليبية نيابة عن الجيش الفرنسي .. والذين رافقوا علي الخنجاري وعاصروه مثل الابطال: عون بوبطنين وسلام المشلوم الناكوع ونصر بن الحاج خليفة وضو الرقيق وخليفه الربعي وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم لاحقا ان شاء الله .
وأعود الى كتب اللخباط وأقول ان الذي سيطلع على هذه الكتب سيقف بنفسه على جريمة هذا المدّعيّ في حق ابائنا واجدادنا وبالتالي في حق الوطن وتاريخه .
واما الكتب التي ردت عليه بضاعته وسفهته وأوضحت وبيّـنت بالدليل والبرهان كذبه وافتراءاته وتزويره هي ايضا موجودة في المكتبات العامة وفي متناول أي قارئ.. وهذه بعض منها:
المجاهدون المنسيون .. للكاتب الاستاذ احمد كريم علي .
تقديم الكتاب السابق .. الدكتور مصطفى هويدي .
ابطال وشهداء في تاريح الجهاد الليبي .. ليلى عبد الله محمد سوف
حقيقة معارك الدفاع عن الجبل الغربي .. الدكتور عبد الوهاب الزنتاني .
السّير والرد على التزوير .. لجنة من الاساتذة .
المنهج النقدي في التاريخ الثابت والمتغير في المواقف والكتابات ..للاساتذة :
مصطفى الشعباني .. وفاضل فكيني .. واخرون .
وغير ذلك من التقارير والمقالات المتناثرة في الصحف والمجلات , واخص بالذكر
التقرير التحليلي الذي قام به الاستاذ مختار يونس الباحث بمركز جهاد الليبيين
والذي اثبت فيه عملية التزوير الواضحة التي نفذها اللخباط في حق مذكرات عون
سوف . وعليه فان القاري الكريم الذي يرغب المشاركة في فهم هذا الموضوع
لابد له من الاطلاع على هذه الكتب اولا وسيرى بنفسه ومباشرة بالشواهد والادلة
مدى ماذهب اليه اللخباط في تجنيه على تاريخ الوطن .. الامر الذي سيجعله يحكم
حكما صحيحا وواقعيا ومقنعا بعيدا عن التعصب وضيق الافق وبعيدا عن منطق
( معزة ولو طاروا ) كما يقول المثل . وانا على ثقة ان أي قارئ يطلع على كتب
اللخباط ويطلع على رد النقاد والكتاب عنه فانه سيطالب وبدون تردد بضرورة التصدي لكتابات هذا المتجني المفتن بل سيطالب بضرورة محاكمته ومحاربة كتبه الملعونة تلك التي تناولت التاريخ الوطني بنية سيئة واعتمادا على خراريف ومهاترات ومصادرمغلوطة وبعضها معاد للوطن والتي تكرس الفتنة والهزيمة والسمعة السيئة للاجداد والجهاد الوطني .
وهآنذا في هذا المقال والذي هو ضمن مجموعة من المقالات والتي تشكل في مجموعهامشروع كتاب سيخرج للنور انشاء الله في المستقبل القريب وسيتناول بالتفصيل جناية حكواتي زمانه محمد سعيد اللخباط على تاريخ الجهاد الوطني من خلال كتاباته وماخطه بيمينه وكذلك سيجمع ذلك الكتاب أهم حجج واد لة الكتّاب والنقاد في دحض اراجيف واكاذيب وتزوير محمد سعيد اللخباط والتي يرصفها تباعا وجزافا وبارتجالية وعدم وعي لايجوز لمن يتصدى لكتابة التاريخ وبالاخص عندما يكون تاريخ حرب ونضال وجهاد وطني يخوضه مجتمع من خلال قبائل وجماعات مدنية وليس بواسطة جيش نظامي ( وليس تاريخ شعراء وشعر شعبي أو زرادي في الصحراء وصيد في الاشهر الحرم ) وفي مجتمع قبلي مما يستدعي الكثير من الفطنة والحذر الشديد في معالجة تلك الاحداث التاريخية لتفادي الحساسيات واثارة النعرات واحياء الفتن بين قبائل تتجه الى نسيان جراح الماضي التي تخللت مسيرة الجهاد , الامر الذي يفرض على كتاب التاريخ الوطني( الليبيين ) معالجته أوتناوله بأسلوب يبرزالحقائق ولكن في قالب وطني تربوي ويلامس بعض الاحداث المعقدة والحساسة والتي يكتنفها بعض الغموض ملامسة ايجابية ويعالجها بغيرة ووطنية ..
والاسلوب الوطني يركز على الايجابيات للنهوض بأجيال الحاضر والمستقبل ولايضخم السلبيات ويجنح بهاعن سياقها التاريخي وظروفها المعقدة ليظهرها بشكل مخز وسافر بل يقرنها بمبرراتها التاريخية المختلفة وبأسلوب تحليلي يشرح الظروف والملابسات التي أدت الى تلك الاحداث دون أن يطلق من عنديته أي احكام اوعبارات قد تعمق سلبية الحدث وتزيد في غموضه وعدم فهم مبرراته .
والامر كله منوط بمدى وطنية المؤرخ وثقافته وسعة أطلاعه وقدرته على الاحاطة بالظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ والتي تشكل اطارا محركا لكل الاحداث , ومن خلال شرح وتحليل الظروف المحيطة بالحدث تتضح الحقائق وينجلي الغموض الذي يؤدي بالطبيعة الى فهم ايجابي لدى القارئ الليبي عندما يطلع على تاريخ وطنه من خلال مؤرخ ليبي موضوعي ومثقف ثقافة منهجية عالية ويعالج احداث التاريخ بمنهجية علمية وشفافية ونزاهة تجعل القارئ يثق فيه ويحترمه ويأخذ عنه ويعتبره صمام أمان بينه وبين الكاتب الاجنبي الذي يجب ان يتعاطى معه بحيطة وحذر ..
ولكن اين اللخباط من كل ذلك ؟ انه يمثل النقيض للعلم والنزاهة والموضوعية والذي يسوّق اكاذيبه وفتنه مدعياعلى بعض الرواة من العامة والاميين ومن رواة وهميين أو من أشخاص يعلم بأنهم توفوا فيقوّلهم مالم يقولوه .. كما أعتمد على كتابات الضابط الايطالي المدعو ( بيلاردينيللي ) في مذكراته المعنونة ( بالقبلة )
وهو جنرال استعماري عنصري معروف بعدم النزاهة والموضوعية والواقعية والذي ثبت عدم دقته في كثير من الاحداث التي رواها. ورواياته تقوم على اخبار خاطفة من العملاء والجواسيس والمرتشين كما يعتمد على التوقعات وماتردده العامة فينسبه الى مصادر معروفة ليخدع القارئ بصدق مايقول , والمعروف عنه نزعته العنصرية التي تجعله ينتقي ويضخم بل وكثيرا مايختلق الاخبار السلبية ضد العرب الليبيين ليوحي بعظمة ايطاليا وانتصاراتها وتدني شأن العرب الهمج وتفضيلهم ايطاليا على ابناء جلدتهم وأنهم أي الليبيون يحبون ايطاليا التي خلصتهم من الاستعمار التركي المتخلف لتنشر بينهم العمار والعلم والحضارة . اضافة الى عدم دقة وأخطاء الترجمة من الايطالية الى العربية وبالاخص التي ترجمت من قبل غير الليبيين مما يجعل تلك الكتابات ( كتابات أجنبية ) تؤرخ لجهاد الوطن وتفتقر بالتالي للدقة في التعبير عن طبيعة المواطن الليبي كما تفتقر للحس الوطني وفهم طبيعة الكثير من تصرفات وردود الافعال بين الليبيين .. ولقد بدأ واضحا لدى بيلاردينيللي ولدى من ترجم كتابه جهلهما بطريقة تفكير وتصرف المواطن الليبي والعادات والتقاليد والمصالح المتشابكة والتحالفات القبلية أوالصفوفية والتفاهمات السرية بين بعض القيادات في شئون السياسة والمقاومة وطرق تفكير قادةالجهاد بينهم وبين حتى من أتصلوا بالطليان وغموض سلوكياتهم التي قد لاتعبردائما عن الموقف المضمر . فكل هذه الامور لاشك في انها غيرواضحة في ذهن الضابط الايطالي مؤلف ( القبلة ) وهو الكتاب الذي يمتطيه محمد سعيد اللخباط ويتكئ عليه في أغلب أراجيفه ضد الليبيين بالاضافة الى رواته الوهميين وابيات الشعر الشعبي التي يستشهد بها على بعض الاحداث والمعارك والتي ينظمها هو في الغالب أويكمل نواقصها ويدعيها لأحد الشعراء المعاصرين للحدث المزعوم الذي يتكلم عنه . واذن فعلى القارئ ان يحتاط ويحذر من مصادر اللخباط سواء كانت مكتوبة أومروية أواشعاراشعبية , فكل مايأتي به هذا اللخباط هو محل شك نظرا لأنه ثبت عليه الكذب والتزويروعدم النزاهة والموضوعية والسعي للفتنة واذن فهو ليس محل ثقة وكذلك مصادره ومراجعه .
****************
وأنا في هذا المقام اضع بين يدي القارئ الكريم بعض المقتطفات من النصوص التي امتلأت بها كتبه لأعطي فكرة للقارئ عن أسلوب اللخباط العدواني وطريقة تعبيره الصدامية عن الاحداث أبان الغزو الايطالي اللاانساني لأرض الوطن .. من خلال تلك النصوص سيتضح للقارئ مدي تجني اللخباط وجرأته على الباطل وأنعدام أي احساس ايجابي لديه بوطنه ومواطنيه والذي يتكلم عن ابناء جلدته بأسلوب أنتقامي وضيع لم يكتب به حتى المؤرخ الامريكي المتعصب الذي يحكي ( بطولات الغزو الامريكي للهنود الحمر ) .. ولم أتدخل بالرد على مايتطلبه كل نص بالنفي اوالاثبات أو الرأي التحليلي فهذا المجال لايتسع لكل ذلك ولكنه آت باذن الله .. ومن خلال بعض ردود القراء عن المقال الاول هناك بعض الردود تدل على انزعاج قائليها واستغربوا مني اقحامهم في أمر لايعنيهم ولايعني منتداهم . وبعضهم صرح وبعصبية متسائلا .. وهل اللخباط سيصنع تاريخا خاصابهؤلاء ؟ فمادام الرجل يقول في الحقائق فما هو عيبه اذن ؟ وأنا أطلب من مثل هذا القارئ الواثق من اللخباط ومن نفسه ان يثبت صحة مايقوله اللخباط بالمعايير العلمية والمنهجية التي اتفق عليهااهل العلم من المتخصصين والمؤرخين وليس بأسلوب ( قالي عمي فلان وسمعت من علان ) أو أسلوب ومنهج ( لقد حدث .. وحدث.. والدليل بيت شعر شعبي أو قصيدة شعبية أو أخبرني جماعة كانوا قد مروا من هنا ! أو أخبرتني أسرة فلان ..! أو عندي وثيقة تثبت ذلك !!! وعادة مايقول : مخطوطة أو وثيقة بمكتبة المؤلف ... ولكن لم يرأحد تلك المخطوطة أو الوثيقة .. وهل هما موجودتان حقا ؟ واذا كانت احداهما موجودة فهل حققت منهجيا وثبتت صلاحيتها العلمية وصدقها بحيث تعتمد كمصدر موثوق ؟ ومن حيث بعض الخربشات التي قدمها في ذيول كتبه على اساس انها وثائق فهي صور غير واضحة من جهة .. وتدخل في بعضها بالحذف والاضافة حتى ظهرت بشكل مؤسف يدل على المحاولة الواضحة من قبل اللخباط على استغفال وخداع القارئ.
اننا ايها السادة نتكلم عن تاريخ شعب .. وليس عن ديوان شعر شعبي !! واذن لابد أن تطرح الامور فوق بساط الحقيقة التي يثبتها العلم المنهجي وتحت أشعة الشمس الساطعة وليس بالتزوير والمداورة والتشويش والاعتمادعلى الفرضيات او الروايات العشوائية غير الصحيحة .. هذا من جهة .. ومن جهة ثانية لايتعلل أحد بأنه يكتب ( حقائق التاريخ ).. ولذلك يعطي نفسه الحق بأطلاق عبارات السب والشتم والتخوين ضد الاخرين و( يحمم ) وجوه الاحياء ويصب اللعنات على الاموات بحجة انه يكتب في التاريخ ! مثل هذا المريض غير مطالب بكتابة التاريخ الوطني واذا كان ولابد فليكتب تاريخه هو وتاريخ اسرته.. هو حر في ذلك .. أما تاريخ الاخرين فبأي مشيئة يسلط نفسه عليه ؟ فليس له الحق والشرعية والمنطق ان يكتب في تاريخ الاخرين الااذا كلفوه بذلك .. أو كان مؤهلا علمياوأخلاقيا وموثوقا فيه اجتماعيا وأثبت ذلك من خلال سيرته الحسنة وكتاباته السابقة.. ولكن ايها السادة اعلموا ان جهلنا القانوني بحقوقنا هو السبب في جرأة وتطاول اللخباط وأمثاله علينا . كما انه ممنوع علينا وطنيا وقانونيا وشرعيا السكوت والتغاضي عن شخص تعوّد ان يخوّن ويسب ويشتم اجدادنا ويحمم وجوهنا نحن الاحفاد ونحن لاهون ! بل ان بعضنا يدافع عنه ! أي مذلة هذه .. وأي هوان ! ام على قوب اقفالها ؟... حتى حقائق التاريخ ايها السادة لاتلقم بها الوجوه بشكل عشوائي وفي أي وقت !.. بل تقال في الوقت المناسب وبالطريقة والكيفية المدروسة والمناسبة ليتحقق الغرض النبيل من قولها .. وحتى لاتكون حقا اريد به باطل !
****************
يقول محمد سعيد اللخباط في كتابه ( معارك الدفاع عن الجبل الغربي ) ص 98 ... كان أهالي المشاشة بقيادة محمد بن حسن المشاي وأولاد بوسيف بقيادة احمد قرز والرياينة بقيادة محمد جلبان وجزء من غريان بقيادة عاكف والمبروك القعود والهادي كعبار والاصابعة بقيادة خليفة مقام كل هؤلاء يقيمون بالجبل ورغم الصلح الذي وقعوه مع المجاهدين الا انهم ينتظرون بفارغ الصبر قدوم الطليان للجبل ويكاتبونه للاسراع بالقدوم .
ويواصل كلامه في الصفحة ذاتها: ... أهالي يفرن المركز – فساطو – كاباو – نالوت – الحوامد – المجابرة – طمزين – الرحيبات – وبعض القرى الاخرى في الجبل لجأوا الى الوطية ورقدالين ووضعوا انفسهم تحت تصرف الطليان تحت قيادة يوسف خربيشة .
... فزان تحت حكم خلي